أنظر جيداً للنقطةالحمراء الكبيرة على كوكب المشتري بينما تستطيع ذلك فهذه العاصفة العملاقة كما تُعرف اليوم تتعرض للانكماش وقد تتحول لمجرد ذكرى في وقت حياتك.
مسبار جونو (juno probe) التابع لوكالة ناسا وبقيمة مليار دولار قام بإلتقاط صور مذهلة للنقطة الحمراء الكبيرة في شهر تموز من العام الماضي وهي أقرب صور حصلنا عليها على الأطلاق للعاصفة العملاقة.
حيث أُذهل العلماء بمستوى دقة الأشعاع العائد من المركبة الفضائية.
إن العاصفة الرهيبة للمشتري هي أعرض من الارض ولازالت تدور منذ عام 1600 وبالمقارنة بذلك فأن اطول أعصار في الارض هو أعصار جون الذي حدث في عام 1994 واستمر لمدة 31 يوم.
موقع بزنز انسايدر (business insider) سأل غلين اورتون (Glenn Orton) عضو في فريق مهمة جونو وعالم كواكب في وكالة ناسا: “لماذا استمرت عاصفة المشتري طويلاً؟”.
وقد اجابهم اورتون: ” لم تفعل، على الأقل ليس بأكملها”
” فكر بهذه العاصفة الحمراء الكبيرة (Great Red Spot GRS) كعجلة دوارة تستمر بالدوران لأنها عالقة بين حزامين ناقلين يدوران بأتجاهين متعاكسين. أن العاصفة مستقرة ومستمرة منذ زمن بعيد لأنها منحشرة بين تيارين نفاثين يتحركان بأتجاهين متعاكسين”.
التيارات النفاثة لكوكب المشتري تستطيع الانتقال بسرعة أكثر من 300 ميلًا في الساعة (500 كم في الساعة)، لذلك تَنقل قوة كبيرة لأي عاصفة تدور عكس أتجاه دوران الكوكب “وهذا يُحافظ على الزخم المغذي للدوامة” كما يقول اورتون.
جونو سَتُلقي نظرة أُخرى على هذه العاصفة في شهر أبريل من العام الحالي وبعدها في شهري يوليو وسبتمبر من عام 2019 وعلى الأقل مرة واحدة أخيرة في شهر ديسمبر لعام 2020 لكن لن تكون الرؤية قريبة أو مفصلة كما حدث في شهر تموز يوليو من العام الماضي.
ويواصل اورتون “نحن لا نُفكر في الوقت الحاضر بأن نقترب أكثر بدون تغيير المسار عن ترتيبه الحالي. وهذا بأفتراض أن النقطة الحمراء العملاقة ستُحافظ على معدلها المتناقص في الغلاف الجوي للمشتري.
متى ستختفي البقعة الحمراء العملاقة ؟
لا تَنتج الأرض عواصف تستمر مئات السنين على العكس من المشتري حيث أن سطحها غير مغلف بعشرات الألاف من الاميال من الغلاف الجوي.
بدلًا من ذلك فأن الغلاف الجوي الحركي لكوكبنا على مقربة من المحيطات واليابسة. كذلك فأن الارض صغيرة نسبياً وتدور ببطئ أكثر مقارنة بالمشتري (والذي يدور حول نفسه كل 10 ساعات تقريباً).
هذة العوامل تُشكل التيارات النفاثة لعالمنا بطريقة ممكن ان تخل بأنظمة الجو والدوامات قبل ان تخرج الأمور عن السيطرة.
لكن يُبين أورتون بأن النقطة الحمراء العملاقة والعواصف طويلة الأمد لن تختفي للأبد.
“في الواقع أنها تنكمش منذُ زمن بعيد”.
ويُضيف اورتون “في أواخر القرن الثامن عشر يُحتمل أن عرض هذه العاصفة كان بمقدار 30 درجة من خطوط الطول اي ما يعادل 35,000 ميلاً (56,000 كم) اي 4 أضعاف قطر الارض.
عندما حلقت المركبة الفضائية فويجار 2 المزودة بالوقود النووي بالقرب من المشتري في عام 1979 كانت العاصفة قد تقلصت لما يعادل ضُعفي قطر كوكبنا الأم.
“والآن هي بمقدار 13 درجة من خطوط الطول وأكبر من حجم الارض بمقدار 1.3، لاشيء يدوم للأبد”.
عاصفة اخرى في كوكب نبتون تتعرض للزوال ايضاً حسب ملاحظات تليسكوب هابل والذي يُبين بأنها واسعة جدًا كحجم قارة على الارض ومن الممكن ان تختفي في السنوات القليلة القادمة حسب موقع الفضاء space.com.
العمر المتبقي للعاصفة العملاقة ليس افضل من ذلك حيث يقول أورتون: “النقطة الحمراء العملاقة GRS من الممكن أن تتحول خلال عقد من الزمن الى دائرة حمراء عملاقة GRC، وربما بعدها الى الذكرى الحمراء العملاقة GRM”.