من الممكن لشخص أن يحمل مجموعتين مختلفتين من الحمض النووي DNA

مخلوقات الكمير البشرية اكثر شيوعاً مما قد تعتقد

الكمير، وحسب الاساطير اليونانية القديمة، عبارة عن مخلوق نافث للنار مع صفات جسدية متشكلة باجزاء من اسد، وماعز، وتنين.

اما في البشر، فالكمير هو شخص يحوي على مجموعتين مختلفتين تماماً من الحمض النووي داخل جسمه.
ان هذا يُعد اقل دراماتيكية من المخلوق النافث للنار، لكن بالطبع لا يزال يعتبر امراً جنونياً.

والاكثر ذهولاً هو ان الكميرات البشرية ليست نتيجة لاصلاح جيني مستقبلي. من الممكن ان تظهر طبيعياً، وبعض الناس لا يعرفون انهم يملكون كمية مضاعفة من الحمض النووي.

اليكم دليل سريع عن الطرق التي يصبح الشخص بواسطتها كمير بشري.

– يمكن ان يحدث بعد عملية زرع نخاع العظم

نخاع العظم هو نسيج موجود داخل العظام مسؤول عن صنع خلايا الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية.
يستخدم الطبيب، في عملية زرع نخاع العظم، العلاج الكيميائي او الاشعاع لاتلاف نخاع العظم غير السليم للشخص المتلقي، ثم يستبدل بنخاع عظم سليم من شخص مانح ليحل محله.

وفقاً لتقرير مجلة ساينتيفيك اميريكان (Scientific American)، فانه سيستمر نخاع عظم الشخص المانح بصنع خلايا دم تحتوي على حمضه النووي، وبهذه الطريقة سيصبح الشخص المتلقي كمير.

يوضح تقرير في مجلة نيتشر (Nature) ان في مرحلة “الكمير الكامل”، فان نسبة 100% من خلايا الدم للمستلم تحتوي على الحمض النووي للشخص المانح.
لكن يمكن ان يحتوي الدم على ايضاً على مزيج من الحمض النووي للمانح والمتلقي، وهذا ما يسمى ب”الكميرية المختلطة”.

وفي تقرير لمجلة (Motherboard) يبين ان هذا النوع من الكمير قد اعطى الالهام لقصص مثيرة الاهتمام في ثقافة البوب، مثل فيلم (Bad Blood) المنتج عام 2015، والذي يتحدث عن قصة مريض بالسرطان يتحول الى قاتل خطير باستخدام الحمض النووي الموجود في دمه لتوريط مانح نخاع العظم.

– يمكن ان يحدث اثناء وجود التوائم في الرحم

وفي شرح لمجلة (Scientific American) يبين انه احياناً عندما تكون الام حامل بتوأم يموت احد الاجنة في وقت مبكر جداً من الحمل، فيمكن ان يمتص الجنين الاخر بعض الخلايا من الجنين المتوفى، فينتهي المطاف بالطفل الناتج بمجموعتين من الحمض النووي.

– يمكن ان تكون الكيمرات اخباراً مميزة.

قام رجل من واشنطن عام 2015 باختبار الحمض النووي للابوة والذي بين تقنياً انه عم ابنه، وليس والده. وكشفت فحوصات اخرى ان الرجل كان يحوي على حمض نووي مختلف في عينة لعابه وسائله المنوي.

وفي تقرير للشركة الاعلامية (BuzzFeed) يوضح ان الخبراء الوراثيين كان لديهم اعتقاد انه كمير بشري، وانه امتص بعض من الحمض النووي لشقيقه التوأم عندما كانوا اجنة.

المرأة المدعوة كارين كيغان (Kareen Keegan) قد انتهت بوضع مماثل ايضاً.

بينت الاختبارات انها ليست الام البيولوجية لاطفالها، ولكن تبين ان الحمض النووي الموجود في دمها مختلف عن الموجود في مبايضها. وقال الاطباء ان الحمض النووي الاضافي قد جاء على الارجح من التوأم الشقيق، وفي عام 2002 اصبحت قصتها تقريراً موثقاً في مجلة نيو انجلاند للطب (New England Journal of Medicine).

بما ان فقدان التوائم يحدث بنسبة تقدر من21 الى 30 في المئة من حالات الحمل المتعددة التوائم، فمن الممكن ان يكون العديد من الناس كمير، ولكن قد لا يكتشفون هذا الامر ابداً.

وقال احد الخبراء الوراثيين ل(BuzzFeed) ان الاختبار المتعمد لحالة الكمير هو صعب للغاية، وانه لا حاجة للقيام بتلك الاختبارات للناس الاصحاء.

– يمكن ان يحدث اثناء الحمل الاعتيادي

اكتشف العلماء في التسعينات ان المرأة الحامل قد تحتفظ ببعض من الحمض النووي من طفلها، اذا خرجت بعض الخلايا الجنينية خارج الرحم.
ووصفت صحيفة النيويورك تايمز (The New York Times) الامر بانه “تذكار للحمل”، لكن الاسم الاكثر علمية هو “ميكروشيميرسم” (Microchimerism) ويعني وجود عدد من الخلايا التي تنشأ من فرد اخر وتكون متميزة وراثياً عن خلايا الفرد المضيف.

طريقة واحدة وبسيطة لاثبات هذا الامر وهو اختبار الامهات اللاتي انجبن صبيان فقط ورؤية اذا كُن يحملن اي خلايا مع وجود لكروموسومات Y، والتي تكون موجودة في الذكور فقط.

في احدى الدراسات، اخذ الباحثون عينات نسيجية من 26 امراة بعضهن توفين اثناء الحمل والبعض بعد الولادة. وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، فأنهم وجدوا في كل عينة تراكيز منخفضة من الخلايا مع كروموسومات Y.

وركزت دراسة اخرى على ادمغة الامهات اللاتي انجبن صبيان فقط. وذكرت مجلة (Scientific American) ان الباحثون قد وجدوا اثار للحمض النووي الذكري في %63 من النساء، حتى انه كان موجود في امراة تبلغ من العمر 94 عاماً. وهذا يشير الى ان ال”ميكروشيميريسم” قد تستمر لفترة طويلة بعد الحمل.

قال احد خبراء “الميكروشيميرسيم” لصحيفة التايمز ان العلماء يعتقدون ان هذا الامر “شائع جداً، ان لم يكن عام” بين النساء الحوامل.
يمكنك اعتباره امر مذهل اخر يُضاف الى قائمة الامور الرائعة التي تحدث لجسم المرأة اثناء فترة الحمل.