– إنّ شبكات العنكبوت قويّة بالفعل لقدرتها على احتجاز الحشرات الصغيرة غير المحظوظة في الهروب منها وتفاديها ، لكنّها قريباً ستكون قادرة على حمل وزن إنسان .
– ففي دراسة جديدة نُشِرت للمواد ثنائيّة الأبعاد، في جامعة (ترينتو Trento ) في إيطاليا، بحث (نيكولا باجنو Nicola Pugno) وفريقه في كيفيّة تعزيز عمليّات التمثيل الغذائيّ المدهشة في الفصائل العنكبوتيّة (11) مرة بإضافة الجرافين وأنابيب الكربون النانويّة إلى المياه التي تشربها العناكب.
– بعد ذلك ، أنتجت العناكب نسيجها الحريريّ كما تفعل عادةً ، لكن خيوط الحرير هذه المرة كانت أقوى بخمسِ مرّات ، بوضعها على قدم المساواة مع ألياف الكربون النقي مثلاً ونسيج الكيفلر ( kevlar ) الذي يعدّ من أقوى المواد على الأرض.
وقال الباحث ( Pugno ) لصحيفة (The Sydney Morning Herald ) : نحن نعرف بالفعل أنّ هناك معادن حيويّة تدخل في تركيب الأنسجة الغشائيّة والصلبة للحشرات، والتي تعطي لها قوّة عالية وصلابة , على سبيل المثال : للفكين ولاسيّما للفك السفلي والأسنان , لذلك تبحث دراستنا فيما إذا كانت خصائص حرير العنكبوت يمكن أن تُحسَّن من خلال دمج مختلف المواد النانويّة في التركيب البروتينيّ البيولوجيّ للحرير”.
– لكنّ تحسين النسيج لا يزال في المراحل المبكرة من البحث، واستندت نتائج ( Pugno) إلى عينة صغيرة فقط من حرير العناكب، وهذا ما يستدعي إجراء المزيد من الاختبارات.
– و إذا سارت الأمور كما هو متوّقع، فإنّ البحث يمكن أن يؤدّي في نهاية المطاف إلى إنتاج ملايين من العناكب المُحسنة التي ستنتج نسيجاً يمكن استخدامه في صنع المظلّات والحبال والكوابل، وأكثر من ذلك , و ليس هذا سوى عدد قليل من التطبيقات المحتملة للبحث ، ويعتقد( Pugno) أنّه سيصبح بالإمكان تطبيق هذا على مخلوقات أخرى غير العناكب.
مؤكّداً ذلك بقوله : ” إنّ هذه العملية من الدمج الطبيعي للتعزيزات في المواد الهيكليّة البيولوجيّة، يمكن أن تطبق على الحيوانات والنباتات الأخرى، مما سيؤدي إلى فئة جديدة من المركبّات الحيويّة للتطبيقات المبتكرة ” .
– هذا وقد ساهم عمل( Pugno) في توفير مثال آخر يشير إلى براعة الجرافين، ففي الشهر الماضي تمَّ استخدام هذه المادة لصنع الوشوم التي تتلاءم مع المعايير الصحيّة، وبناء الأربطة المطاطيّة الغير قابلة للكسر، بالإضافة إلى دفع الإلكترونيات للتدفّق مثل الماء.
– الآن , يمكن القول إن هذه المواد الفائقة تعطي المخلوقات الحيّة قدراتٍ فائقة؛ ومن يدري ماذا يمكن أن يكون بعد ذلك؟