لقد كان الموسيقي الشهير بيل إيفانس محقًا عندما قال: عندما تشغل الموسيقى تكتشف جزءًا من نفسك لم تكن تعرف بوجوده أبدًا ففي دراسة أُجريت بجامعة جنوب كاليفورنيا على أدمغة ٢٠ طالبًا أظهر عشرة منهم شعورًا بالقشعريرة عند سماعهم لبعض المقطوعات الموسيقية فيما لم يُبدِ النصف الآخر أي ردود فعلٍ على الاطلاق وبتصوير أدمغة العشرين طالبًا بالرنين المغناطيسي للمقارنة بينهم تبين أن الذين تفاعلوا مع الموسيقى وأبدوا ردة فعل ايجابية يمتلكون بُنية عصبية متميزة حيث تمتاز أدمغتهم بكثافة أعلى من الالياف التي تربط بين القشرة السمعية والمناطق المعنية بالعواطف مما يعني قدرة أكثر كفاءةً في توصيل ومعالجة الإشارات العصبية في هذه المناطق بحسب ماثيو ساشس (Matthew Sachs) صاحب الدراسة.
وفي تناغم مع هذه الدراسة يقول البروفيسور ويليام غريفيث (William Griffith) رئيس قسم الأعصاب والعلاج التجريبي بكلية الطب بتكساس: عندما يكون لديك مشاعر تجاه شيءٍ ما كخوف أو شعور بالتهديد فإن ذلك يحفز الجسم على إنتاج الادرينالين كردة فعل دفاعية وهو الحال نفسه عندما نشاهد مشهد عاطفي في فيلم او نستمع الى اغنيتنا المفضلة.. قد تبدو الأسباب غير واضحة الا أن ثمة نظرية تربط بين الادرينالين والزيادة في دوبامين الناقل العصبي الذي يمنح الشعور بالسعادة.
وفي سياق متصل توصلت دراسة أجراها الباحثون في جامعة يورك الى أن الموسيقى يمكنها ان تساعدنا في ادارة عواطفنا فغالبية المستمعين يستعينون بالموسيقى لتهدئتهم او تحفيزهم او جذب شعور ايجابي او تجربة مشاعر مثل الحزن والحنين كما ان الاستماع للموسيقى الحزينة قد يكون باعثًا على السعادة وبين جنبات هذه التجارب اضحت الموسيقى طريقة ثرية وفريدة لإختبار مشاعر شتى.