شَلل النوم هي ظاهرة تَحدث للشخص عِندَ الإستيقاظ مِنَ النوم تصاحبهَ عَدم القُدرة على الحَركة أو الكلام أو أي رَد فعل، وَيَحدث ذَلك عندما يَكون الشخص على وَشك أن يغفو، أو على وشك الإستيقاظ مِنَ النوم، وَيُرافق ذلك عادة صعوبات في التَنفس.
هَل سَبق وَإن إستيقظت في مُنتصف الليل وَإنتابك شُعور بِالرعب معَ فُقدان القُدرة عَلىٰ الحَركة؟
هَذا قَد لا يبدو معضلة كَبيرة بِالنسبة لِأولئك الذين لَم يُجربوا ذلك، لكن مُمكن أن يَكون مُرعباً في بَعض الأحيان إذ تكون مَشلولاً تَماماً وَغَير قادر عَلىٰ إيقاظ نفسك.
إنَ حالة الشَلل التام هوَ الإستجابة الطَبيعية للدماغ الذي يَعتقد بِأنك تَتعرض لِهجوم؛ لِذلك يَدخل الدماغ في حالة تُسمىٰ وضع الطيران (Flight Mode).
يُرافق شَلل النوم هَلوسة أو شُعور بأنَ هُناك مُتسلل في الغَرفة، بَعض الناس يَدعّون إنهم إستشعروا وجود كائنات شَيطانية أو فَضائيين يَجثمون عَلىٰ صُدورهم، الصينيون يَطلقون عَلىٰ هَذهِ التَجربة (ضَغط الإشباح) وَيَعتقدون إنَ هُناك شَبح يَجلس عَلىٰ صَدرك وَأنتَ نائم فَيَشل حَركتك.
ما هوَ السَبب العِلمي لِحُدوث ذلك؟
حَسناً، لَيسَ هُناك أي نَظرية مؤكدة حَتىٰ الآن؛ لَكن التَفسير العلمي الأكثر قُبولاً يذهب إلى إنها حالة تَحدث عِندما يَستيقظ العَقل للخروج مِن مَرحلة حَركة العَين السريعة (REM Sleep) (وَهيَ الثلث الاخير مِنَ النوم التي يَرىٰ خِلالها الشَخص الأحلام) في حين إنَ الجِسم في حالة الإرتخاء لِمنع الاشخاص النائمين مِنَ التصرف في أحلامهم، وَأنا أتفق معَ هَذا بِشكل كَبير فقد شَهدت شَلل النوم عِندما كُنتُ جالساً في السَرير بعدَ الإستيقاظ مِنَ النوم وَفَتحتُ عيني لِذا عَرفت بِأنَ ذهني في مَرحلة حَركة العين السَريعة (REM Sleep) لِأنني بِالفعل كُنت مُستيقظاً لِعدة دقائق.
في هَذهِ المقالة سَنلقي نظرة على ما يجب القيام بهِ للحفاظ عَلىٰ الهدوء خِلال شلل النوم وَكَيفية مَنع حدوثهُ وَكيفية إستخدامه لِصالح روحانيتك.
ماذا تفعل عِندما لا يُمكنك التَحرك؟
لقد تَعرضت لِعدد كَبير مِن حالات شَلل النوم وَوصلت الآن إلىٰ نُقطة حَيثُ إنهُ لم يعد يزعجني بعدَ الآن، المرة الأولىٰ حين حاولتُ مُحاربتهُ بِقوة لِإيقاظ نفسي وَهَذا قَد سَبب لي الخَوف وَالقلق.
إذا إستيقظت وَأدركت إنكَ في حالة شَلل نوم لا تُقاوم ذلكَ بل تَعامل مَعها عَلىٰ إنها فُرصة لِممارسة الصَبر وَراحة البال، التَنفس الواعي يُساعد حقاً في الحفاظ عَلىٰ عقلك مِن الدُخول في أي وضع الفزع، تَنفس ببطئ وَأزفر بِبطئ لا داعي للذعر الأهم هوَ التزام الهدوء وَالتعامل مَعها عَلى إنها فُرصة لِتَكون حاضر بِشكل كامل داخل جِسمك أدْخِل عَقلك في حالة تأمل وَسَتمر عليكَ الحالة بسرعة.
هُناك أوقات سَمعت بها أصوات في أذني حين حَدث لي شلل النوم لَكن بقيت هادئ عَن طريق التأمل وَمُمارسة التَنفس الواعي، إنها أشبه بِتناول عَقاقير مُهلوسة، يُمكنك أن تَحصل عَلىٰ تَجربة مروعة إذا فَكرت بِالأمر بِشكل سَيء أو أعطيت لِعَقلك حُرية التَصرف؛ اذ انه من الممكن أن يُسيطر عَليكَ إن مَكنتهُ مِن ذَلكَ، لَكن إن رَكزت في تَنفسك وَتَظاهرت بِأنكَ أنتَ الذي أخترتَ أن تَمر في هَذهِ الحالة فَإنَ هَذهِ التَجربة سَتَكون كَفَترة سَكينة للعقل.
ان بعض الناس تلجئ لتأدية الصلاة للشعور بالسلام خلال تجارب شلل النوم، لذا أن كنت تشعر بالراحة عند دعوتك الله او يسوع فان ذلك من شأنه ان يمنحك المزيد من الراحة.
مَنع شَلل النوم
هُناك العَديد مِنَ العوامل التي تَزيد مِن فُرص تَعرضك لِشلل النوم وَتَشمل الإرهاق البَدني، قِلة النوم، الجَدول الزَمني الغير مُنظم للنوم، الإجهاد والإفراط في إستخدام المُنبهات، بِالنسبة لي شَخصياً إطالة النوم هوَ أكثر ما سَببَ لي عَمليات الشَلل.
مُعظمها يحدث عندما أختار أن أعود إلى النوم حَتى عِندما أكون مرتاح أو عند أخذ قيلولة خِلال النهار، لذا فَإنَ الطريقة لِمنع شلل النوم هيَ أن يكون هناك جدول سليم للنوم، إنَ عادات النوم الصحية هيَ أفضل شيء يُمكنك القيام بهِ لِتَجنب هَذهِ التَجربة.
.
هُناكَ طَريقة أخرىٰ مُهمة لِمنعِ شَلل النوم هوَ عَدم النوم عَلىٰ ظَهرك فهذا الوضع يزيد من أحتمالية إنقلاب شِراع الحَنك (Soft Palate) الذي بدوره يَسد المَجرىٰ الهَوائي فَيُسبب لكَ الإستيقاظ مِن النَوم العَميق بَينما جِسمك لا يَزال في حالة إرتخاء مِن مَرحلة حَركة العَين السريعة (REM Sleep) لِذلك فالنوم عَلىٰ بَطنك أو عَلىٰ أحد جَوانبك هوَ وَسيلة جَيدة لِمنع حُدوثهِ.
إستخدام شلل النوم لِصالح مَنفعتك الروحية
شَلل النوم قَد يَكون عبئاً على البعض، وَفرصة لِآخرين اذ من الممكن إستخدامهُ لِمحاولة بَدء تَجربة الخُروج مِن الجسد أو الحلم الصافي (Lucid Dream) (وَهوَ الحُلم الذي يُدرك صاحبهُ بِأنهُ يَحلم)
ماذا لَو كان الإرتخاء (REMM) هوَ نَوع مِن الأساليب التي تُمكنك مِن إستخدام إرادتك وَنيتك وَتَصورك لِمغادرة جَسدك وَالدُخول في عوالم جديدة؟
أكد لِنفسك إنك سَتَتَمكن مِنَ الخُروج مِن جَسدك وَتُصور إنكَ تَحوم حَولَ جِسمك ، سَتَظن إنكَ بدأت تَترك جَسدك وَعَقلك لازال في حالة هدوء.
كَثير من الناس إدعوا أنهم حاولوا الدخول إلى حالة شلل النوم مِن أجل بدء الإسقاط النجمي. لا أعتقد إنكَ سَتَكون ضحية لِتجربة مُخيفة، فكر في نَفسك وَأنت على حافة مِن الأحلام الصافية، أو السَفر النجمي أخلق تَجربة لِنَفسك كما تُريد أنت.
العلم يَقول لَنا حرفياً إننا عَلىٰ حافة عالم النوم وَالاحلام وَعالم اليَقظة، إذاً لماذا لا تَستخدم ذَلكَ لِمصلحتك الروحية؟! #الباحثون_العراقيون
ترجمة : مينا فيصل
تدقيق علمي : عقيل فاضل
تدقيق لغوي : علي فرج
التصميم : Re.Hussein