والآن، عادت الولايات المتحدة إلى استكشاف الفضاء رسمياً، ويبدو أن القمر هو المركز – أو على الأقل نقطة الانطلاق – للكثير من الخطط التي تنطوي على السفر إلى الفضاء.
وقد قامت إدارة (ترامب) بإعادة توجيه أولويات ناسا لتحطّ على جارنا القمر قبل المريخ. وقال إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة سبيس اكس (Space X): إن مشروع BFR سيكون عاملاً رئيسيّاً في إنشاء قاعدة قمريّة.
ولمواصلة هذا الاتجاه، أعلنت شركتي Bigelow Aerospace و the United Launch Alliance (ULA) أنهما ستتعاونان لتصميم موطن قابل للنفخ.
هذا وقد قامت شركة Bigelow Aerospace بتصميم وحدتين من B330 قابلة للتوسيع، في حين ان شركة ULA قامت بتجهيز صاروخ التكوين فولكان (Vulcan 562) الذي سوف يحمل الوحدات بمدارٍ منخفض من الأرض. الوحدة B330 يقدّر حجمها بما يقارب ثلث حجم محطة الفضاء الدوليّة.
فبعد أن يجلب صاروخ فولكان وحدات B330 إلى مدار أرضي منخفض، سوف يتضخم، وسوف تزوّده شركة Bigelow بمعدات إضافيّة ستضعها من خلال سلسلة من الاختبارات.
لأول مرة فأنها كاملة ومشغّلة، وستقوم عمليات الاطلاق الإضافية بتجهيز 35 طنّاً من الوقود المبرّد إلى الوحدة. ثم سيتمُّ نقله إلى موقعه النهائيّ: المدار القمريّ المنخفض.
وفي هذا الصّدد قال رئيس شركة Bigelow للفضاء (روبرت بيجيلو) في بيان له: “نحن متحمّسون للعمل مع جامعة كاليفورنيا على هذا المشروع القمريّ وإنّ خطة مستودع القمر لدينا هو تكملة قويّة لخطط أخرى تهدف إلى وضع الناس في نهاية المطاف على المريخ”.
كما ستقوم ناسا و أمريكا بتوفير فرصة نجاح مثيرة من الناحية العمليّة والماليّة يمكن أن تتحقق على المدى القصير.
في حين يمكن نشر هذا المستودع القمري بسهولة وذلك بحلول عام 2022 لدعم خطط البلاد في إعادة تنشيطها للعودة إلى القمر.
والجدير بالذكر: أنّ الولايات المتحدة ليست البلد الوحيد الذي يملك خططاً للقمر، فمن المقرر أن توّقع روسيا والصين اتفاقيّة متعدّدة السنوات والتي ستشمل استكشاف القمر والفضاء العميق، كما تعمل روسيا مع ناسا في مشروع بوّابة الفضاء العميق لبناء محطة فضائيّة قمريّة.
وقد عبّرت إدارة الفضاء الوطنيّة الصينيّة ووكالة الفضاء الأوروبيّة في وقت سابق من هذا العام عن رغبتهما في العمل معاً على قاعدة قمريّة دوليّة أو ما يسمّى بـــ”قرية القمر” بحلول عام 2020.
وعن هذا قال (Pal A. Hvistendahl) رئيس العلاقات الإعلاميّة للوكالة: “لدى الصين برنامج قمري طموح بالفعل، فقد تغيّر الفضاء منذ بدء سباق الفضاء في الستينيات. ونحن ندرك أنه و من أجل استكشاف الفضاء لأغراض سلمية فنحن بحاجة للتعاون الدوليّ”.
– أخيراً، لقد مرّ بعض الوقت منذ أن رأت الإنسانيّة القمر مكاناً جديراً بالاهتمام والمغامرة. وبغضّ النظر عن الذي سيستطيع أن يفعل ذلك أولاً، إلّا أنّه وقت مثير ومغري للسفر في الفضاء.