إذا كنت قد عشت فترةً طويلةً بما فيه الكفاية، فإنك على الأرجح قد شهدت علاقة وثيقة إنكسرت فيها الثقة في يومٍ ما. ربما صديق تغير عليك أو انه كان يُظهر لك المحبة عند وقت الحاجة. ربما شريك حياتك يخونك. أو ربما ابنك أو ابنتك كذبت عليك. في هذا الحالة، سوف نستكشف كيف يمكن للتأمل ان يساعدنا خلال الأوقات التي نكون فيها مخذولين من شخص قد خان ثقتنا.
أعقاب كسر الثقة:
عندما يقوم شخص ما بكسر أواصر الثقة التي بنيناها معه سنشعر بسلسلة من المخاوف غالبًا ما تحدث عقب هذه الحادثة. إذا كان الشخص سوف يستمر في حياتنا فنحن قد نسأل: “هل سوف يفعل ذلك مرة أخرى؟” – إذا كنا لن نرى الشخص مرةً أخرى فسوف نتساءل “هل هناك شخص آخر سيفعل بي مثل ما فعل؟” هذه الأسئلة المتجذرة من الخوف، هي تلك التي كنت أسمعها بإنتظام من مرضاي المحتاجين للعلاج الخاص. ولكي نفهم المخاوف المرتبطة بخيانة الثقة، نحن بحاجة إلى فهم كيف تتجذر الثقة.
أعتقد أن الحياة مثل النهر. تخيل أن لك شخصًا يهمك كنتما تطفوان على المصب. وبينما أنت تعتقد إن الشخص الذي كان معك سيبقى معك ويستمر معك حتى بلوغ المحيط، فإن هذا قد لا يحدث.
في بعض النقاط في رحلتك، هذا الشخص قد يأخذ مسارًا مختلفًا. إذا كان هذا يحدث، تخيل أنك قررت أن تغير مسارك. بدلاً من مواصلة السير بنفس الطريقة التي سوف تقودك إلى المحيط، عليك أن تقرر الوقوف في الميدان الخاص بك. بدلاً من التدفق الحالي في النهر و مكافحة التدفق. اعتمادًا على عمق النهر وقوة التيارات، قد تجد نفسك تكافح من أجل البقاء واقفًا لدرجة انك ستتعرض للكدمات والضرب.
النهر هو ما عليه
في الحياة القتال ضد التيار يعني أننا نرفض ما هو معروض علينا هنا والآن حالًا. مثل إن تدفق نهر الحياة في تغير مستمر. في بعض الأحيان تسير تيارات النهر بصوت عال ومخيف. بينما في أوقات أخرى فهي هادئة وسلمية.
وبالمثل، في بعض الأحيان لدينا علاقات مرعبة وفي احيان اخرى نجد أنها جميلة. ولكن في كلتا الحالتين سوف تتغير. في بعض الأحيان سوف نعاني نتيجةً لذلك. ومع ذلك، ليس هو التغيير نفسه. بدلاً من ذلك لدينا الافكار اللاحقة والتي هي تعليق على ما حدث.
المشكلة تكمن في عقليتنا حيث أن لدينا القدرة على الخوض في ما حدث بدلاً من احتضان ما يجري الآن. في حالة عندما يقوم شخص ما قد يضر بنا. الخطوة التي يجب ان تكون حاسمة نحو الشفاء من هذا الحدث هو أن ندرك أنه على مثل امتداد المنحدرات المضطربة التي تأتي وتذهب، ما حدث قد حدث وذهب.
من هذا المكان من الفهم يجب السير إلى الأمام. هذا لا يعني أن نتصرف كما لو أن شيئًا لم يحدث. التأمل هو وسيلة هامة لضمان كسر الأنماط التي يمكن أن تسبب المعاناة في المستقبل.
يمكنك أن تسأل نفسك “ماذا يفعل الشخص لي او لماذا حدث ذلك؟” “أكانت هناك أي علامات فاتتني؟ إذا كان الأمر كذلك، ربما لن تذهب عميقًا في العلاقة معه أو معها.” أو بإستخدام النهر كتشبيه “ربما لن يتدفق النهر مع شخص ما لمدة طويلة، إذا كنت ترى علامات التحذير في المرة القادمة.”
مع فعالية التفكير، نحن قادرون على تعلم الشفاء مما حدث. بدلاً من اتخاذ موقف عدم الثقة حيال جميع الاشخاص، سوف نطبق ما تعلمناه و نطفو أسفل النهر مرة أخرى. في حين أن ذلك قد يكون مخيفًا في البداية، ونحن ندرك تمامًا أن الحياة تتطلب أن نخوض المخاطر. ليس تهورًا ولكن المخاطرة التي على أساس الحكمة المكتسبة من التعلم من تجارب الماضي. ونحن ندرك أن بعض الناس سوف تضر بنا. ولكن الضرر يمر. والسرور يمر. الحياة زائلة. هذا هو واحد من أعظم الدروس التي يعلمنا اياها التأمل.
التأمل يعيد لنا الثقة:
عندما نجلس للتأمل، ونحن نفترض مواقف مريحة، نغمض أعيننا ونتنفس أو نتبع صلاة أو شعار. ونلاحظ أن الأفكار تأتي وتذهب. أحيانًا تكون ممتعة و أوقات أخرى مؤلمة. سيمكننا من السماح لهم بالرحيل. او نميل إلى التمسك بشخص يمنحنا الشعور بحالة جيدة أو دفع آخر بعيدًا بقوة. ممارسة التأمل يخبرنا أن نقوم بالتخلي عن كل الافكار السيئة التي قد تسبب لنا المعاناة.
في الوقت الحاضر، كل شيء على ما يرام. التأمل يعلمنا أن كل الأشياء التي تجعلنا سعداء هي حقاً موجودة في داخلنا. ونحن نرى أن مصدر السعادة هو متاح لنا الآن.
نفس واحد في وقت واحد، التأمل يعلمنا أن نتمتع بهذه اللحظة. مهما كانت الأفكار التي لدينا فإنها سوف تأتي وتذهب. علينا ان نفكر ونتأمل بدلاً من محاربة احد، لاننا ندرك ان هذه الامور بطبيعتها عابرة. و التأمل يعطينا البصيرة، أدرك أنه بغض النظر عن الألم أو المتعة التي ستجلبها لنا الحياة.
لدينا منذ وقت مضى وإلى الوقت الحاضر مصدر سعادة وحكمة موجود في داخلنا، وفي كل وقت.