وجد العلماء ان الايذاء الجسدي مرتبط مع نقصان الاداء الادراكي للأطفال، بينما اشكال العقاب البدني غير المسيئة ترتبط بشكلٍ مستقل بإنحفاض المشاركة المدرسية و زيادة العزلة عن الاقران.
حتى وان كان العقاب غير ناجم عن جروح جسدية فألاطفال قد يعيشون في حالة من الخوف والالم، وهذا الضغط العصبي قد يؤثر سلبًا على بنية الدماغ، والتطور والرفاهية العامة.
باحثة في ولاية بنسلفانيا ومعاونها وجدا بأن الايذاء الجسدي مرتبط مع نقصان الاداء الادراكي للأطفال، بينما اشكال العقاب البدني غير المسيئة ترتبط بشكل مستقل بأنحفاض المشاركة المدرسية و زيادة العزلة عن الاقران.
سارة فونت (Sarah Font) استاذة مساعدة في علم الاجتماع وعضوة في كلية التمويل المشترك التابعة لشبكة حلول سوء معاملة الطفل، وجيمي كيج استاذ مساعد في كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة فرجينيا كومنولث (Commonwealth)، وجدا ان سلوك الاطفال ومشاركتهم في الفصول الدراسية تتأثر بشكل كبير بتعرضهم لعقوبة بدنية خفيفة أو قاسية ومسيئة في المنزل.
وقد نُشرَت دراستهما مؤخرًا حول اساءة معاملة الاطفال واهمالهم في حين ان العقوبة الجسدية والايذاء البدني قد ارتبط بأنخفاض النمو المعرفي والتحصيل الدراسي لدى الاطفال في السابق.
إن دراسة فونت هي واحدة من الدراسات القليلة التي تتناول في وقت واحد العقاب البدني المسيء وغير المسيء كما افاد به كل من الاطفال ومقدمي الرعاية، حتى وان كان العقاب غير ناجم عن جروح جسدية فالاطفال قد يعيشون في حالة من الخوف والالم، وهذا الضغط العصبي قد يؤثر سلبًا على بنية الدماغ، والتطور والرفاهية العامة.
و ذكرت فونت: “هذا الاسلوب من العقاب يهدف الى الحاق ألمٍ طفيف، لذا فإن الاطفال سيغيرون من سلوكهم ليتجنبوا العقاب في المستقبل لكن ذلك لا يعطيهم الفرصة لمعرفة كيفية التصرف بشكل مناسب من خلال التفسير و المنطق”.
في هذة الدراسة تم فحص اكثر من 650 طفل ومقدمي الرعاية لهم في ثلاث مجالات من العقاب البدني الخفيف، والعقاب البدني القاسي، والايذاء الجسدي.
وافادت المجموعات بأستخدامها لخبرتها بالعقوبة الجسدية ثم قاموا الباحثون بقياس النتائج المعرفية، والمشاركة المدرسية والعزلة عن الاقران لدى الاطفال.
و قد تم تحليل البيانات لتحديد المسارات بين الاداء المعرفي والاكاديمي وكيف يؤثر التعرض الاولي والمتنوع للعقوبة البدنية والايذاء عليهم.
و ذكرت فونت: “وجدنا ان جميع اشكال العقاب الجسدي واساءة المعاملة ترتبط بالإنخفاض في المشاركة المدرسية الا ان التعرض الاولي للأيذاء الجسدي له تأثير سلبي كبير على الاداء المعرفي وقد لوحظ في كل من تقارير الاطفال ومقدمي الرعاية ان العقاب الجسدي القاسي فقط يزيد بشكل ملحوظ من العزلة عن الاقران”.
و بالنظر الى ان العقوبة الجسدية الخفيفة يمكن ان تتطور الى الايذاء الجسدي، و حتى ان هذه العقوبات المعتدلة لها عواقب على اداء الاطفال المعرفي والاجتماعي، فأن إعلام الوالدين بشأن اشكال العقاب البديلة قد يكون حلًا لمنع الايذاء الجسدي.
اذ ان البرامج التي تصل الى اولياء الامور اثناء الخدمات التي يستخدمونها بإنتظام قد تكون احدى الطرق لمنحهم تعلم اسلوب بديل للعقاب، ويمكن ان يتم ذلك عن طريق اخصائي طبي يعلم الوالدين اثناء زيارة الطفل الصحية، او عن طريق موظفين في برنامج البداية المبكرة و الذي يوفر تعليم الولدين اثناء تسجيل الطفل.
و قالت فونت: “يجب مواصلة البحث والجهود في مثل هذا النوع من التدخلات حتى نتمكن من معرفة المزيد”.
و تلقى هذا البحث دعمًا ممكنًا من معهد بحوث السكان، وهو جزء من معهد بحوث العلوم الاجتماعية.