قد تتسائل كيف لشيء معقد ومتكامل مثل العين يمكن ان يظهر بشكل خطوات متفرقة ومن دون ان يكون هناك علاقة تصميمة فيما بينها وما مدى امكانية الطفرات الوراثية على تحقيق ذلك احصائيًا (رياضيًا) وحتى داروين نفسه واجه صعوبة في تخيل امكانية تطور العين من شكل أبسط.
حسنًا القصة تبدأ مع اليوغلينا (euglena) وهي كائن وحيد الخلية ويملك بقعة مسطحة حساسة للضوء تسمى البقعة العينية هذه البقعة لايمكنها تكوين صورة ولاتقدم معلومات كثيرة عن المحيط سوى انها يمكنها التمييز بين الظلام والنور وهذه يمكنها ان تكون اول خطوة في تطور العين.
– لدينا البلاناريا (Planarian) سنجد انها تملك نفس تلك الخلايا الحساسة للضوء ولكن توجد متقعرة بشكل كأسي وفي الحقيقة هذا الشكل يجعله يميز زاوية او اتجاه مصدر الضوء حيث ان هذا الشكل يتميز بوجود عدة جوانب بدل ان يكون مسطح ذو جانب واحد.
– لنتقدم اكثر ونلقي نظرة على حيوان رخوي اسمه النوتيولس (Nautilus) في هذا الحيوان نجد ان ذلك الشكل الكأسي يتقعر اكثر ليصبح شبه منغلق بشكل شبه دائري يشبه فتحة الكاميرا يمكنه من رؤية تفاصيل اكثر وضوحًا بقليل.
-الآن يمكننا تخيل امكانية وجود عدسات تحدب الضوء اكثر لاظهار تفاصيل اكثر وهذه العدسات يمكنها ان تتكون من تجمع الماء مثلاً داخل الفتحة العينية فالماء يمكنه ان يحدب الضوء كالعدسة تمامًا اذا ما تواجد بشكل مقوس كما في شكل الفتحة العينية الشبه دائرية التي فيها الماء او اي سائل شفاف، يمكن للسائل أن يتخذ شكلها فنحن نعلم إن السائل يأخذ شكل الاناء الذي يحويه.
ويمكننا ان نجد ذلك الحلزون البحري (Sea snail) على سبيل المثال ويمتلك مادة هلامية داخل منطقة العين لديه تساعده في الحصول على صورة أكثر حدة.
-في الحقيقة العين هي افضل مثال على امكانية تطور شيء معقد كالعين من شيء بسيط جدًا ذو جزء واحد فقط لتصبح من مجرد بقعة عينية الى عين مقعرة وتحتوي على عدسة تركز الضوء ايضًا.