توضيحاً لذلك: فإنّ الأعاصير الاستوائيّة (المداريّة) الضخمة تدور بسرعة هائلة وبالتالي فهي تبدد وتحرّر كميّة كبيرة من الطّاقة.
حيث تعتمد هذه العمليّة على عدد من العوامل كالحجم مثلاً (أي: حجم الإعصار)، و حركة الإعصار وقوّته، بالإضافة إلى عمر الإعصار. وكل هذه تعدّ عواملاً مؤثرة على عملية تحرير وتبديد الطاقة، فضلاً عمَّ إذا كانت هذه الطاقة المتحررة ناتجة من ريح الإعصار أم أنّها طاقة ناتجة من عملية تكوين الغيوم والأمطار ويشكّل هذا عاملاً مؤثراً أيضاً على عملية تبديد الطاقة.
– لكن، ماهي الطاقة المتولدة عن ريح الإعصار؟
تبعاً للمختبر “الأوقيانو غرافي” للأرصاد الجويّة ( وهو مختبر أبحاث اتحادي يُعدّ جزءاً من مكتب أبحاث المحيطات والغلاف الجوّي الذي يقع في ميامي في ولاية فلوريدا): فإنّ للإعصار المداريّ الناضج (الكامل) القابليّة على تحرير طاقة تعادل (1.5X10^12 واط) أي بمعنى آخر: يكون الإعصار المداري الواحد قادراً على أن يحرر نصف الطاقة الكهربائيّة الكليّة التي تنتجها مصادر الطاقة على وجه الكرة الأرضيّة.
– أمّا بالنسبة للطاقة المتحررة من عملية تكوين الغيوم والأمطار:
فإنّ معدّل ما ينتجه الإعصار من المطر هو (1.5cm/day) وهذا المطر يتكوّن ضمن دائرة قطرها (665 كم)، وبالتالي يحتاج هذا المطر إلى طاقة هائلة ليتبخّر تعادل (14^10 واط) والتي هي اكبر بــ200 مرّة من الطاقة الكهربائيّة الكليّة المنتجة في الكوكب.
وفي هذا الصّدد، تقول (ناسا NASA): أنّ للإعصار قدرة على تبديد كميّة من الطاقة والتي تعادل 10000 انفجار نووي وهذا يحدث خلال دورة حياة الإعصار، وإنّ هذه الكميّة من الطاقة هي كميّة مدمّرة إن أُطلِق لها العنان في آنٍ واحد، لكن و لحسن الحظ فإن لدورة حياة الإعصار المداري أطواراً يمرُّ بها وهي: (منخفض – عاصفة – إعصار – تلاشي) وتستمرّ هذه الأطوار من يومين إلى شهر ولهذا فإن هذه الطاقة الكبيرة المدمّرة سوف تتوّزع ضمن هذه الأطوار حتى تلاشي الإعصار.
– والجدير بالذكر: أنّ الأعاصير تقسم إلى فئات وتكون سرعة ريح الإعصار من الفئة الأولى (119كم/ساعة) وذو قطر (166كم) اعتمادًا على “SSHWS” (وهو: مقياس سفير-سمبسون لريح الأعاصير)، ممّا يعني أنّ الأعاصير من الفئات الثانية والثالثة والرابعة والخامسة تبدد طاقة هائلة تعادل 10,000 انفجار نووي وذلك لامتلاكها ريح أقوى من ريح إعصار الفئة الاولى.