الغبار الكوني هو اسم كمية صغيرة من المادة في الفضاء، بما فيها المواد المتبقية من تكوين نظامنا الشمسي قبل حوالي 4.6 مليار سنة، وبحث جديد يظهر أن هذه الجسيمات النيزكية الصغيرة لازالت تسقط على الأرض بعد مليارات السنين.
وقد قال عالم الكواكب ماثيو جينغ (Matthew Genge) من كلية لندن الأمبريالية (Imperial College London) في المملكة المتحدة: “كنا نعرف منذ سنة 1940 أن الغبار الكوني يسقط باستمرار خلال غلافنا الجوي”.
“لكن حتى الآن اعتقدنا انه من غير الممكن إكتشافه بين ملايين الجزيئات من الغبار الأرضي، بإستثناء البيئات الأكثر إنعدامًا للغبار مثل أنتركتيكا أو المحيطات العميقة.”
المحاولات السابقة للتعرف على الغبار الكوني في المدن كشف فقط عن جزيئات أرضية وأوساخ بقايا من التلوث الصناعي.
لكن بعد غربلة 300 كيلوغرام من رواسب جُمعَت بواسطة مرازيب الأسطح من 3 مدن أوروبية، جينغ وزميله الباحث جون لارسين (Jon Larsen) وجدا حوالي 500 من الجسيمات.
حبيبات الغبار الكوني تحتوي على معادن مغناطيسية لذلك استطاع الفريق استخراجهم من بقايا الرواسب بإستخدام مغانط، وتعرفوا عليهم على أساس تركيبهم.
الحبيبات التي وجدوها هي التي تسمى الكريوات الكونية مهيمنة السليكات (silicate-dominated (S type) cosmic spherules) التي ذابت إلى أشكال غير كروية نتيجة الحرارة الشديدة التي تعرضوا لها خلال دخول الغلاف الجوي.
جزيئات الغبار الكوني عادة تكون صغيرة جدًا – بقياس 0.01 ملمتر- ولكن العينات التي كشفها الفريق من الأسطح أكبر بشكل ضئيل بـ 0.03 ملمترات تقريبًا.
الجسيمات النيزكية الصغيرة المكتشفة حديثًا تحتوي أيضًا على تنوع كريستالي حاذق في تركيبها والتي تمثل تأريخ عينات من العصور الوسطى. على نقيض ذلك العينات الأقدم المؤرخة بملايين السنين التي مضت التي وجدت في أنتركتيكا تظهر تركيب كريستالي مختلف.
بينما السبب الدقيق لهذه الإختلافات غير معروف، الباحثون يخمنون أنها بسبب تغيير بسيط في مدارات الكواكب في النظام الشمسي .
لأكثر من ملايين السنين طريقة دوران الكواكب حول الشمس تختلف بشكل ضئيل بسبب تغيرات في الجاذبية وهذا بالتالي يؤثر في الجاذبية المبذولة من كل كوكب على المواد حوله.
حسب حجم وشكل الجزيئات جينغ يعتقد أنهم ذابوا وهم يهبطون عموديًا على الأرض في سرعة حوالي 12 كيلومتر في الثانية (7.5 ميل في الثانية) والذي يجعلها أسرع جزيئات غبار متحركة وجدت على الأرض.
الباحثون إقترحوا أيضًا أن هذه ممكن أن تكون أصغر جزيئات الغبار الكوني عمرًا وجدت على الأطلاق يقدر أنها سقطت على الأرض خلال السنوات السبع الأخيرة.
هذا يعتمد على إنتظام تنظيف الوسخ للمباني التجارية، وأيضًا على الكمية المنخفضة من الصدأ الواضح في محتواها المعدني، الذي قد يكون حدث خلال تواجد الجزيئات القصير على الأرض.
حسب الباحثون أن التقنيات التي أستخدموها للتعرف على الغبار الكوني في البيئات المدنية تعني أن هذه الجزيئات الفضائية قد توجد في أي مكان على الأرض.
وكلما استطعنا أن نجد ونحلل منهم أكثر كلما ازددنا فهمًا حول كيف تطور النظام الشمسي وأيضًا التغيرات التي حدثت في زاويتنا من الكون.
وقد قال جينغ: “هذا الاكتشاف مهم لأننا إن كنا سوف ننظر إلى غبار كوني أحفوري مجموع من صخور عتيقة لنعيد بناء التاريخ الجيولوجي لنظامنا الشمسي، عندها سنحتاج لنفهم كيف يتغير هذا الغبار بواسطة السحب المستمر من الكواكب”.
“الميزة الواضحة لهذه المبادرة أنه من الأسهل بكثير تحديد مصدر جسيمات غبار كوني إن كانوا في حديقتنا الخلفية”.
نشرت النتائج في مجلة Geology علم الأرض.