تُسقِط العديد من أنواع الأشجار أوراقها كستراتيجية للبقاء في الأحوال الجوية القاسية. ففي الغابات المعتدلة عبر النصف الشمالي من الكرة الأرضية، تسقط أوراق الأشجار خلال فصل الخريف حالما يبرد الطقس. وفي الغابات الاستوائية وشبه الاستوائية، تسقط الأوراق في بداية موسم الجفاف. تُعرَف الأشجار التي تفقد كل أوراقها لجزء من السنة باسم الأشجار النفضية (Deciduous trees). أما الأشجار التي لا تسقط أوراقها فتسمى بالأشجار دائمة الخضرة (Evergreen trees).
تشمل الأشجار النفضية في النصف الشمالي عدة أنواع من المران، والحور الرجراج، والزان، والقضبان، والكرز، والدردار، والجوزية، والشرد، والقيقب، والبلوط، والحور والصفصاف. أما في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، فتضم الأشجار النفضية عدة أنواع من السنط، والباوباب، والسنديان، والقابوق، وشجرة التربنتين وأذن الفيل.
تملك معظم الأشجار النفضية أوراقًا واسعةً تكون عرضةً للتلف في الطقس البارد أو الجاف. على العكس منها، تعيش معظم الأشجار دائمة الخضرة في مناخٍ دافئ أو رطب أو تملك إبرًا للأوراق تكون مقاومة للأحوال الجوية. ومع ذلك، هناك استثناءات في الطبيعة، مثل أشجار الأرزية الكندية التي تسقط إبرها كل خريف وأشجار البلوط الحي أو دائم الخضرة التي تحتفظ بأوراقها الواسعة طوال العام حتى في المناخ البارد نسبيًا.
يساعد سقوط أوراق الأشجار على حفظ الماء والطاقة. حالما يبدأ الطقس غير المناسب، تحفز الهرمونات الموجودة في الأشجار عملية الانفصال أو الاقتطاع (Abscission) التي يتم فيها قطع الأوراق من الشجرة بواسطة خلايا متخصصة. تشترك كلمة “Abscission” مع كلمة مقص (Scissors) في الجذر اللاتيني نفسه “Scindere”، والذي يعني “يقطع”. في بداية عملية الانفصال، تعيد الأشجار امتصاص المواد الغذائية النافعة من أوراقها وتخزنها في الجذور لاستهلاكها لاحقًا. تكون صبغة الكلوروفيل، وهي التي تعطي الأوراق لونها الأخضر، من ضمن أولى الجزيئات التي يتم تكسيرها للحصول على الغذاء. وذلك أحد أسباب تحول لون الأوراق إلى الأحمر أو البرتقالي أو الذهبي خلال فصل الخريف. وفي نهاية العملية، حينما تسقط الأوراق، تنمو طبقة واقية من الخلايا على المنطقة المكشوفة من النبات.
(أسفل الصورة) طبقة من الخلايا تفصل ورقة عن سويقها.
وقد يساعد سقوط الأوراق كذلك في عملية تلقيح الأشجار عندما يحل الربيع. فبدون وجود الأوراق التي قد تقف عائقًا في طريقها، يمكن أن تنتقل حبوب اللقاح مع الرياح لمسافات بعيدة وتصل إلى مزيدٍ من الأشجار.