بدأت ناسا يوم أمس بتلقي الصور الأخيرة التي أُلتقطت من قبل المسبار كاسيني (Cassini) التي لقت مصيرها في زحل، وسوف تقوم بتحميلها قريبًا إلى خوادمها (Servers) العامة.
لقد تم إطلاق كاسيني في عام ١٩٩٧ واستغرق الأمر ٧ سنوات لوصولها الى زحل ومنذ وصولها قامت بإلتقاط حوالي ٤٥٠٠٠٠ صورة.
ومع ذلك، فقد تم تشغيل كاسيني على الوقود الدافئ، وأصبحت نيزكًا اصطناعيًا في زحل صباح يوم الجمعة حيث أنه إستمر بالغرق حتى وفاته. وقد تعرضت وكالة ناسا لخطر ترك خزانات الوقود تعمل جافة، وكانت على وشك أن تفقد السيطرة على المهمة التي تبلغ قيمتها 3.26 مليار دولار أمريكي حيث أنه قد كان هناك احتمالًا كبيرًا بنسبة 1 مليون في المئة أنه على مدى السنوات الـ50 المقبلة ستتسبب كاسيني بتحطم وتلوث إنسيلادوس (Enceladus): وهو قمر جليدي لكوكب زحل يخفي محيطًا مالحًا وربما أيضًا حياة لمخلوقاتٍ فضائية.
وأيضًا هناك تيتان، وهو كوكب أكبر من القمر، قد يكون أيضًا محيطه صالح للسكن.
وقال جيم غرين (Jim Green)، زعيم برنامج ناسا للعلوم الكوكبية، للصحفيين يوم الجمعة: “بسبب رغبتنا فى العودة الى إنسيلادوس والعودة الى تيتان … يجب علينا حماية هذه الكواكب من اجل استكشافها مستقبلا”. وأدى ذلك إلى قيام ناسا بتخطيط “غراند فينال” (Grand Final): والذي هو عباره عن سلسلة من 22 غطسًا وعبورًا بين الكوكب وحلقاته، مع مدار نهائي واحد لتدمير المجس يوم الجمعة. إلتقطت كاسيني في النهاية العديد من الصور في زحل. وعلى الرغم من أن إشارة بياناتها تسير بسرعة الضوء، فقد إستغرقت ناسا أكثر من ساعة لبدء تلقي تلك الصور وقال ايرل ميز (Earl Maize) وهو مهندس فى مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا والذى يدير مهمة كاسينى للصحفيين يوم الاربعاء ان نقل جميع الصور بالكامل سيستغرق حوالى 11 ساعة. وقال: “سنكون قادرين على مشاركة هذه الصور معكم في وقتٍ ما صباح يوم الجمعة”.
ما هي الصور النهائية التي ستظهرها كاسيني؟
كانتْ كاسيني تغرق في الغلاف الجوي لزحل، بسرعة 78,000 ميلًا في الساعة (125،000 كم/ساعة) عندما قامت بإلتقاط صور نهائية. حيث أن هناك صور من إنسيلادوس عبر الطرف الشمالي من زحل وكذلك قمر تيتان – الذي يحتوي على البحيرات السائلة الهيدروكربونية، وطبقتين سميكتين من الغلاف الجوي، والأمطار الموسمية – التي حصلت على بعض الاهتمام. كما ستعرض ناسا آخر الصور التي التقطتها كاسيني في حلقات زحل. إحدى الصور ركزت على “بيغي” وهي مجموعة من الجسيمات التي “قد تتحرر أثناء الانطلاق”، فضلاً عن الأجسام الدفعية التي تحاول صنع ثغرة في حلقات زحل لكنها ليست كبيرة بما يكفي لفعل ذلك وستُعرض الصور النهائية على خوادم ناسا بقعة من الجانب المظلم لزحل والذي سوف غاصت فيه كاسيني -حيث أشارت ليندا سبيلكر (Linda Spilker)، وهى عالمة مشروع كاسيني، وعالمة كواكب فى ناسا: “محطة كاسيني النهائية داخل كوكب زحل نفسه”.