هناك العديد من الطرق التي بواسطتها نستطيع أن نحد من ارتفاع درجات الحرارة على كوكبنا. هناك تغيير بسيط حصل في مدينة لوس انجلس الامريكية أحدث اختلافًا كبيرًا، وهو طلاء شوارع المدينة باللون الرمادي.
هذا ليس طلاءًا عاديًا. وإنما هو تغليف خاص يدعى بـ”كوولسيل” (CoolSeal أو Kool Seal) وصنع بالأصل لتغليف طرق مهابط الطائرات للتخفيف من الحرارة، مما يجعلها أقل وضوحاً للتجسس على الاقمار الصناعية.
الفكرة الذكية هنا هي ان هذا التغليف أفضل في عكس أشعة الشمس، وقد تم إختبار هذا الطلاء على أحد مواقف السيارات الأكثر حرارةً في المدينة، مما اثبت قدرة هذا الطلاء في تخفيف حرارة الارضية.
قال مسؤول المدينة غريغ سبوتس (Greg Spotts) لصحفي جريدة “واشنطن بوست” (The Washington Post) بيتر هولي (Peter Holley): “وجدنا ان المساحة التي يغطيها هذا الطلاء أصبحت أبرد بـ10 درجات فهرنهايت (5 سيليزية) من مساحة الاسفلت الاسود في نفس موقف السيارات”.
وأضاف: “كان امراً مثيراً للاهتمام حقاً، انه تقريباً مثل اسفلت مُعالج بدرجة حرارة اقل”.
يهدف برنامج التغليف الذكي لمعالجة ما يعرف باسم “تأثير جزيرة الحرارة المتحضرة”، حيث العديد من الأماكن النامية المتحضرة، والتي يستخدم فيها الخرسان، والاسفلت، وأسقف المنازل ذات اللون الغامق، وعدم وجود الظل من الغطاء النباتي، مما يؤدي الى إرتفاع درجات الحرارة.
ما إن يصل عدد سكان المدينة الى مليون شخص سترتفع درجة الحرارة بمعدل 12 درجة سيليزية (22 فهرنهايت)، وهو اعلى من المعدل الطبيعي للمناطق المجاورة بسبب هذا التأثير.
وهذا بدوره يعني زيادة خطر الإرهاق الحراري في المناطق الحارة، وبالطبع، سيشغل الكثير من الناس مكيفات الهواء وهذا يعني إستهلاك أكثر للطاقة.
وفقاً لمسؤولي المدينة فإن هذا الطلاء يجب ان يساعد في تخفيض درجات الحرارة، والتخفيف عن هؤلاء العاملين في الخارج، وجعل السطح الارضي أكثر ملائمةً للحيوانات . سيتم مراقبة المناطق التي تم تغطيتها بهذا الغلاف خلال الخريف، وهم مستعدون لنشر هذا الامر على نطاقٍ أوسع مستقبلاً.
إضافة لذلك، ولأن هذا التغليف عاكس ممتاز، فسيتم استهلاك طاقة أقل لإضاءة الشوارع ومواقف السيارات المغلفة بهذا الطلاء.
هذه ليست الطريقة الوحيدة التي ابتكرها العلماء لتهدئة حرارة المناطق الحضرية. فالدراسات أظهرت إن زيادة الأشجار والنباتات في المدينة وتغطية المباني بالنباتات يخفض درجات الحرارة، فضلًا عن تقليل ثاني اوكسيد الكربون.
بين تبريد الغلاف الجوي لدينا والتأكد من الحد من السخونة التي يصل اليها، أن لا يزال هناك أمل في تخفيف بعض آثار تغير المناخ الجوي في بيئتنا المتحضرة.
اي تفصيل صغير من الممكن ان يقدم مساعدة، حتى وإن كان مجرد تغيير لون مواقف السيارات.
تعد مدينة لوس انجلس اول مدينة تحاول تبريد شوارعها وهذا هو جزء من إلتزام كبير لخفض درجة حرارة المدينة بمعدل 3 درجات فهرنهايت (1-2 سيليزية) في العشرين سنة القادمة.
وقال سبوتس في الجريدة: “نعتقد ان نسبة %10 من المدينة هي من الاسفلت، أي ما يعادل 69,000 من بناء المدينة”. وقال ايضاً: “كان هناك اقتراح يشير الى تغطية ثلث أرصفة شوارع المدينة بمواد لتبريدها مما يساعد على خفض درجة حرارة المدينة”.
وأضاف: “نحن لسنا مستعدين للقيام بذلك، لكننا نريد ان نكتشف ما قد نستغرقه للقيام بأمرٍ كبيرٍ كهذا ووضعه في الحسبان”.