لقد طور الباحثون صنفًا جديدًا من طب الآلام الذي يعمل على مسار العصب المبهم، وقد فتح الطريق لصناعة الأدوية لعمق المخاوف حول انتشار جرعات الأفيونات الزائدة.
في حين أن أي صيدلية مسوقة على أساس الاكتشاف لا تزال بحاجةٍ إلى الذهاب خلال عملية طويلة من التجارب السريرية، يبدو ان المركب ليعمل بالاضافة الى بدائل الأفيونيات فإنه يتطلب جرعةً أصغر وتبقى فعالة لفترة أطول.
وقد حدد البحث الذي قاده علماء من جامعة تكساس مجموعة من الجزيئات التي ترتبط مع زوج من المستقبلات العصبية، واحدة منها كانت لغزًا حتى وقتٍ قريبٍ.
تم التعرف على البروتين سيغما أحد المستقبلات (σ1R) كهدفٍ محتملٍ لمجموعة متنوعة من الأدوية العلاجية لأكثر من عقدٍ من الزمن، مع مختلف العقاقير التي تثبط او تنشط المستقبلات الهامة على الاغشية الداخلية للخلايا العصبية.
ولكن مستقبلاتٍ مجاورةً تسمى مستقبلات سيغما 2 (σ2R) ظلت غامضةً إلى حدٍ ما، وقد اكتُشِفت قبل ربع قرن. وقد كانت هذه السنة الوحيدة التي نشر فيها الباحثون تفاصيلًا عن الجين الذي يرمز للبروتين ويحدد مستقبلات بروتين الغشاء (Tmem97) رسمياً.
واعتبر كلٌ من σ1R و σ2R / Tmem97 مرشحين واعدين للطرق التي يمكن استغلالها لعلاج الألم الذي ينشأ من الأعصاب التالفة، وهي حالة يشار إليها باسم “الاعتلال العصبي”.
20 مليون شخص من الولايات المتحدة وحدها يعاني من أعراض ألم الأعصاب وتستعمل في الحالات الخفيفة دون وصفة طبية عقاقير مضادة للالتهاب “غير سترويدية” مثل الإيبوبروفين والإسبرين.
الأفيونيات يمكن ان تعمل كخدعة، لكنها مكلفةٌ وتحتاج الى زيادة عدد الجرعات في كل مرة للوصول الى مستوى من الراحة.
الغابابنتين (gabapentin) هو دواء غير أفيوني يُباع بإسم العلامة التجارية نيورونتين (Neurontin)، وغالباً ما يُستخدم لعلاج الإعتلال لعصبي في حين إن آليته غير واضحة،فيُعتقد أنه يشارك في تنظيم الناقل العصبي حامض الغاما أمينوبوتيريك، أو غابا.
المركبات التي تم بحثها في الدراسة الأخيرة، ثلاثة منها نشطت σ2R / Tmem97 ويبدو انها تقللُ من الانزعاج لدى الفئران المصابة بألمٍ في العصب الشوكي.
يقول الباحث جيمس ساهن: “بدأنا العمل في المختبر فقط على الكيمياء الأساسية”.
واضاف: “لكننا نرى الآن ان اكتشافاتنا يمكن ان تحسن نوعية حياة الناس وهذا مُرضٍ جدًا.”
واحدٌ من المركبات يدعى UKH-1114 خفف الألم في سدس جرعة من الغابابنتين وبلغ ذروته في فعاليته لـ 48 ساعة. بدلاً من 4-6 ساعات دائمًا.
لا تزال هناك حاجةً إلى التجارب السريرية لتحديد فعاليته، وجرعاته، وأي آثار جانبية محتملة له على البشر، ولكن هناك علاماتٌ مبكرةٌ وواعدة.
يقول ستيفن مارتن من جامعة تكساس: “هذا يفتح الباب أمام وجود علاج جديد غير أفيوني لآلام الأعصاب.”
ويضيف: “وهذا له آثارٌ كبيرةٌ”.
وقد أعلنت مؤخرًا الأزمة في الولايات المتحدة على وصفة طبية واستخدام المواد الأفيونية القانونية وغير المشروعة على حدٍ سواء حالة الطوارئ الاتحادية، حيث يتم فقدان الأرواح نتيجةً للإدمان. وتشير تقديرات مركز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة مؤخرًا الى اكثر من 90 حالة وفاة كل يوم.
ويمكن اعتبار المستويات المرتفعة من وصفة المواد الأفيونية عاملًا مساهمًا، وإن كان الحل أكثر تعقيدًا بكثير من مجرد حرمان الناس من الأدوية اللازمة.
وقد لا يؤدي إيجاد بدائل مناسبة لشبائه الأفيون إلى القضاء على المشكلة، ولكنه سيوفر بالتأكيد مجموعةً أوسع من الخيارات.
وفي وقتٍ سابقٍ من هذا العام، تم استخلاص مركب يسمى RgIA من السم الموجود في الرخويات ذوات الصدفة الإسطونية (cone-shell molluscs)، مما يوفر إمكانية أخرى في صناعة مركبات لعلاج الألم.
مع المزيد من العمل لكشف عمل σ1Rh و σ2R / Tmem97 المستقبلات، يمكننا أن نرى عائلة جديدة كاملة من الأدوية التي تجلب الراحة للملايين الذين يعيشون مع معاناة الألم وخطر الإدمان كل عام.