النانو هولوغرام هي مادة رقيقة جداً تطورت حديثاً لصنع مايشبه الخدعة للعين البشرية وذلك برؤية صور ثلاثية الابعاد ذات دقة عالية دون الحاجة الى نظارات مخصصة لذلك.
قد يتعرف المهووسون بالخيال العلمي من فئة معينة على هذا النوع من الهولوغرام الذي يُعرَض بشكل ثلاثي الابعاد على الفور.
مثال على هذه التقنية في فيلم ستار وورز (Star Wars) عندما تظهر صورة الاميرة ليا (Princess Leia) الثلاثية الابعاد من الروبوت (R2-D2: وهو اختراع خيالي على شكل روبوت يظهر في الفيلم)، او مثل شاشات توني ستارك (Tony Stark) الثلاثية الابعاد التي تظهر في فيلم ايرون مان (Iron Man).
بالنسبة للمهندسين البصريين، كانت الشاشات ثلاثية الابعاد المستقلة امراً يسعوون اليه بشغفٍ منذ عقود.
الفكرة هي خلق صورة واقعية ثلاثية الابعاد غير مرئية تقريباً، من غير الحاجة الى اسطح العرض الصلبة.
وقد طور المهندسون نماذج اولية مصغرة وذكية تقريباً، مثل التقنية التي تظهر في اغنية توباك (Topac Hologram). لكن لا تزال تكنولوجيا الهولوغرام بعيدة المنال.
اعلن الباحثون في استراليا منذ فترة عن هجومٍ جديدٍ محتمل في هذا التحدي المستمر.
طور علماء استراليون وصينيون مادة توصف بأنها انحف شاشة ثلاثية الابعاد في العالم.
اصغر بألف مرة من حجم شعرة الانسان، وتعالج هذه الشاشة الضوء على مقياس النانو لتنتج مؤثرات صورية ثلاثية الابعاد، ويمكن اضافتها على اسطح شاشات العرض الالكترونية للتلفاز، والاجهزة اللوحية، والهواتف الذكية.
تسمح هذه التقنية الجديدة بتشفير كم هائل من المعلومات البصرية الى الاجهزة الصغيرة وشاشات العرض.
وبتقليل عوامل العرض الفردية الى مقياس النانو، تنتج هذه التكنولوجيا صور ثلاثية الابعاد دون الحاجة الى نظارات خاصة.
بصراحة، هذه الصور ليست صور مجسمة ثلاثية الابعاد حرفياً.
لأنه لا وجود لحقل ضوئي مستقل يمكن عرضه فوق اسطح العرض. وبدلاً من ذلك، فإن التكنولوجيا تقوم بخداع العين البشرية عن طريق معالجة الضوء ليصبح على شكل شاشة مسطحة ثلاثية الابعاد، مثل البطاقات الحديثة او مثل الرمز الموجود على بطاقة إئتمانك.
الفرق هو أن نظام النانو هولوغرام ينتج مايعرف بتأثير ازاحة الطور بدقةٍ أعلى من ذلك بكثير، مما يسمح بصور اكبر واكثر تفصيلاً مما يجعلها تظهر وتختفي من الشاشة.
في الحقيقة لا يوجد شيء هناك، ولكن عينيك لا تميز الفرق.
قال رئيس الباحثين مين غو (Min Gu) من جامعة مؤسسة ميلبورن الملكية للتكنولوجيا او ما تعرف بـ(RMIT University)، بينما لا يزال هناك بعض العقبات التقنية للتغلب عليها، إلا ان بإمكان التقنية الجديدة أن تتمكن من خلق المؤثرات ثلاثية الابعاد مثل التي كنا نسعى اليها منذ سنوات.
وقال غو في بريد الكتروني :”بإمكانك ان ترى الصور المجسمة من نطاق زاوية معينة ولا تحتاج للنظر الى الشاشة بشكلٍ مباشرٍ”، واضاف: “اذا كان حجم البكسل للهولوغرام صغير، فإن زاوية العرض للصورة المبنية ستكون اكبر”.
اختتم فريق جامعة RMIT، الذي يعمل مع معهد بكين للتكنولوجيا، البحث عن طريق انتاج صور فردية مجسمة بحجم ٍصغيرٍ يبلغ 25 نانومتر. (يبلغ سمك الورقة حوالي 100,000 نانومتر). عند تجميعها معاً، فإن هذه الصور المجسمة الصغيرة ستنتج ازاحات طور متعددة على اطوال موجية بصرية مختلفة.
وقد قال غو :”يُسجل الهولوغرام في المواد لدينا بالتدريج نقطة تلو النقطة بواسطة نظام الكتابة الليزري المباشر، وكل نقطة تنتج ازاحة طور مما يؤدي الى التأثير ثلاثي الابعاد”.
ووضح أنه لا يوجد اي دليل على ان تكنولوجيا النانو هولوغرام ستدمج بالفعل في الاجهزة المستهلكة.
وقال ايضاً: “هذا الامر يعتمد على عوامل كثيرة، منها حل المشكلات الفنية والاستثمارات الصناعية”.
اما بالنسبة لحلمنا المستمر حول صورة الاميرة ليا الثلاثية الابعاد التي ظهرت في الفلم، فقد كان رد غو واضح :”يمكن صنع صور مستقلة مثل تلك التي في افلام الخيال العلمي”.