أُعتقِد فيما مضى ان تناول فيتامين B12 وB6 يقي من خطر الاصابة بمرض السرطان. ولكن تبين في الوقت الحالي وحسب دراسة علمية بأن تناولهما يضاعف خطر الاصابة بمرض السرطان اربعة اضعاف، وقد توصل باحثون في جامعه ولاية اوهايو بأن خطورة الاصابة بالسرطان ازدادت عند الرجال وخاصةً المدخنين منهم.
وبينت دراسة بأن 46% من الرجال في المملكة المتحدة البريطانية يستهلكون هذه الفيتنامينات بشكل اقراص ممزوجة مع فيتامينات اخرى، إذًا هل يجب علينا القلق؟
سأل الباحثون ما يقارب 77,000 الف شخص الذين عادةً ما يتناولون جرعة من فيتامينات B المتعددة وكان هذا نظامهم الغذائي الاعتيادي على مدار العشرة سنين المنصرمة.
ان مدى الاستجابة على طول هذه الفترة الطويلة امرًا يدعو الى التساؤل. إذ ان العديد منا سيعانون من الاستمرار بنظام غذائي معين والاستمرار باخذ المكملات من الفيتامينات حتى ولو لعدة ايام فقط فكيف سيكون الحال بالنسبة لشخصٍ يتناولها لمدة عشر سنين.
وللتأكد من تفاقم هذه المشكلة، فان “استبيان التردد الغذائي” المستخدم في هذه الدراسة على إستخدم في دراسة سابقة على كثافة سكانية مختلفة – في مبادرة صحة النساء والتي درست النساء بعد سن اليأس في حقبة التسعينيات.
لم يخبرنا الباحثون عندما ما استبينوا هذا الامر انه ذات الشيء مع الرجال ام لا. ولاجل القيام بذلك يجب عليهم مقارنة معلومات النظام الغذائي الماخوذة من العينات التابعة للمواطنين والمعيار الذهبي ثابت التقدير وهذا ما يُدعى بسجل الوزن الغذائي.
وللحصول على النتيجة المثالية فانه يتوجب على الباحثون فحص مستويات مصل الفيتامين للمواطنين لرؤية فيما اذا كان مع التقرير الذي توصلوا اليه .
من الممكن ان تتغير الصيغة التركيبية للمصل على مدار السنين.
النتائج
قام الباحثون بفحص المشاركين بعد ستة سنوات وذلك للتأكد فيما اذا تطور لديهم سرطان الرئة ام لا. وذلك بعد السيطرة على العديد من العوامل التي من شأنها زيادة خطر الاصابة بمرض السرطان الرئوي، وتوصل الباحثون الى ان 30% من المواطنين معرضين لخطورة الاصابة بسرطان الرئة وذلك بعد تناولهم فيتامين B12 بصورة منفصلة، بينما وصلت النسبة الى 40% بالنسبة للمواطنين الذين يتناولون فيتامين 6B.
لم يتوصل الباحثون الى خطورة فيتامين B في الفيتامينات الممزوجة او في النساء بل وجدوا ان هذا الامر في الرجال الذين يتناولون جرعات كبيرة من فيتامين B بصورة منفصلة وكميات كبيرة على مدار 10 سنوات ويزداد خطورة الاصابة بسرطان الرئة بالنسبة للرجال واكثر بالنسبة للرجال المدخنين.
وبينت الدراسة بان الجرعات التي من الممكن ان تزيد خطورة الاصابة بالسرطان هي كما يلي 20 ملي غم من فيتامين B6 لكل يوم والاقوى منه تناول 55 مايكروغرام من فيتامين B12 في اليوم الواحد وذلك عن طريق تناولهم كفيتامين منفصل.
اذ تُعتبَر هذه الجرع كبيرةً جدًا مقارنة بالكميات التي وُجدَت في اقراص الفيتامينات المتعددة التي خُصصَتْ لتؤخذ يوميًا بالنسبة للكبار في المملكة المتحدة البريطانية حيث ان كل جرعة تحتوي على 1.4 ملي غرام من فيتامين B6 و1.5 مايكرو غرام من فيتامين B12.
في الحقيقة، جرعات فيتامين B6 التي تزيد من خطورة الاصابة بالسرطان ادت الى اقتراح ان توضع تحت القانون الاوروبي للكميات المقبولة الاستخدام والكميات القصوى المسموح بها لتناول هذا الفيتامين وذلك لمنع استعمال الجرعات بصورة مفرطة كــ(25 ملي غرام لليوم الواحد).
هذا الربط من المحتمل أنه ليس السبب
من المهم ايضًا الاخذ بعين الاعتبار النظر الى الدراسات التي تكون مماثلة أسبابها ليست مؤكدة. اذ انه من الممكن ان يكون هناك مسببات بعيدة كل البعد عن هذه الدراسة ولكن تسبب السرطان والتي من الممكن ان تعزى بسبب الاتباط باستعمال بعض الملحقات الدوائية او الفيتامينية .
لكن بالرغم من ذلك فإن الباحثون يفعلون ما بوسعهم للتوصل الى حقائق الاصابة بمرض السرطان كــالعمر وتاريخ المريض الرئوي ولا يزالون حتى يومنا هذا يبحثون عن الاسباب والعوامل الاخرى.
وللتاكد من ان هذه الفيتامينات تسبب الاصابة بالسرطان فانه يتوجب استخدام النظام المختبري المسمى بالتجربة العشوائية (او الاختبار العشوائي). وفي حال تم التوصل الى ان تناول الجرعات الكبيرة من فيتامين B6 وB12 تزيد من خطر الاصابة بالسرطان فلن تكون المرة الاولى التي يتوصل فيها الباحثون الى ان تناول جرعات ضخمة من شأنها ان تسبب الاذى للجسم.
اذ انه من الممكن ان تكون المنتجات الغذائية التي من شانها ان تمنع الاصابة بالسرطان هي نفسها من الممكن ان تؤدي الى أذية الجسم عندما تستخدم وتؤخذ كمكملات نقية مثال على ذلك البيتا-كاروتين (beta-carotene) والتي تعتبر الاصل او السلف لفيتامين A والذي يوجد في الفواكه والخضروات.
حيث أن تناول العديد من الفواكه والخضروات التي تحتوي على البيتا-كاروتين من شأنه أن يقلل الاصابة بمرض السرطان ولكن تناول جرعات كبيرة من المكملات التابعه للبيتا-كاروتين من شأنه زيادة امكانية الاصابة بمرض السرطان الرئوي للمدخنين.
تفضل المنظمة العالمية لتمويل بحوث السرطان ولكي تمنع من الاصابة بالسرطان، التركيز على التقاء المنتجات الغذائية بالاحتياجات عن طريق النظام الغذائي وحده وليس بالاعتماد على المواد الكيميائية المستعملة لهذا الغرض بالاضافة الى ان كميات فيتامين B6 وB12 التي تُعطى للمواطنين في المملكة المتحدة البريطانية لا تسبب اي خطر للاصابة بالسرطان. اغلبنا لسنا بحاجة الى اخذ كميات كبيرة من فيتامين B6 وB12 لذا يجب ترك الجرعات الكبيرة كما مبين في هذه الدراسة.
من السهل الحصول على كمية كافية من فيتامين B6 من عدة امور والحصول بنفس الوقت على الحمية المناسبة اذ ان المصادر الجيدة لفيتامين B6 عديدة مثل الدجاج والسمك والكبد والبيض والحليب وفول الصويا وكل الحبوب والفول السوداني ومن الممكن ان يُعزى كثرة تناول فيتامين B6 الموجود في الطعام الى تقليل خطر الاصابة بسرطان الرئة.
متى نحتاج تناول مكملات فيتامين B12
لن تواجه الحيوانات آكلة اللحوم والنباتات اي صعوبة في الحصول على ما يكفي من فيتامين B12 من الطعام كاللحم والدجاج والسمك والبيض والجبن والحليب ونحن علينا تقليل اعتمادنا على المنتجات الحيوانية وذلك لغرض تقليل الانبعاثات الكاربونية ومن المفترض ان نأخذ بعين الاعتبار المكملات الغذائية. اذ أن هناك بعض الاشخاص الذين يعانون من فقر الدم الحاد والذين بحاجة الى تناول مكملات فيتامين B12 على شكل حقن.
بالاضافة الى ان بعض كبار السن والاشخاص الذين يعانون من قلة الحوامض في المعدة بحاجة الى الاستفادة من تناول فيتامين B12 اكثر. اذ يجب على بعض الاشخاص تناول مكملات فيتامين B12 وذلك بعد وصفه لهم من قبل الطبيب او اخصائي التغذية وبسبب الاسباب المذكورة سابقًا. ويجب ان يطمئن مرضى فقر الدم الحاد الى ان اخذ جرعات كبيرة من فيتامين B12 كحوالي 1000 ملي غرام لليوم الواحد وذلك لتعويض ضعف السمع لم يؤدي الى اي ضرر يذكر حتى الان.
أن مغزى الموضوع بالنسبة لنا هو اننا لسنا بحاجة لتناول فيتامين B عن طريق المكملات حيث بامكاننا الحصول على الكمية الكافية من هذا الفيتامين عن طريق الاطعمة الغذائية الصحية.