قام العلماء بتثبيط إنزيماتٍ معينةٍ من أجل محو الإشارات الخلوية المرتبطة بأنواعٍ خاصةٍ من الذاكرة.
في الصورة أعلاه، إثنان من الخلايا العصبية الحسية للأبليسيا (باللون الرمادي الغامق) في تشابكٍ عصبيٍ مع خليةٍ عصبيةٍ حركية (باللون الأحمر).
عن طريق إيقاف عمل إنزيماتٍ معينة، تمكن الباحثون من إزالة ذكرياتٍ محددةٍ مخزنةٍ في الخلايا العصبية لحيوان الأبليسيا (Aplysia: نوع من الرخويات). نُشِرتْ هذه النتائج بتاريخ 22 يونيو في مجلة Current Biology، مبينةً أن الذكريات المستقلة المخزنة في وصلاتِ خليةٍ عصبيةٍ مفردةٍ يمكن التلاعب بها بشكلٍ منفصلٍ.
قال المشارك في الدراسة صامويل شاشير (Samuel Schacher)، وهو عالم أعصاب من جامعة كولومبيا: “كنا قادرين على عكس تغيرات طويلة الأمد في قوة التشابك في مناطق التشابك العصبي التي تُسهِم بتكوين أشكالٍ مختلفةٍ من الذكريات.”
وبتحفيز عدة خلايا عصبيةٍ حسيةٍ للأبليسيا، والتي تتصل بالخلية العصبية الحركية نفسها، استحث شاشير وزملاؤه الذاكرة الترابطية (Associative memory)، والتي تتضمن تَعلُم وتذكُر العلاقة بين شيئين ليستْ بينهما صلةً مسبقةً (اسم صديقٍ جديدٍ مثلاً)، والذاكرة غير الترابطية (Non-associative memory)، حيث لا ترتبط الذكريات بأحداثٍ معينةٍ. قام الفريق بقياس قوة التشابك العصبي بين الخلايا العصبية الحسية والحركية واكتشف أن هناك نوعًا من الإنزيمات، بروتين كاينيز أم (Protein kinase M)، يلعب دورًا في التغيرات المرتبطة بكلا نوعي الذاكرة. وجد الباحثون أن تثبيط جزيئات هذا الإنزيم مكنهم من محو الذكريات بشكلٍ اختياري.
تم اكتشاف الجزيئات المرتبطة بالذاكرة في وقتٍ سابقٍ. على سبيل المثال، وفي دراسةٍ علميةٍ في سنة 2006، تمكن فريقٌ آخر من الباحثين من محو الذكريات عند الفئران عن طريق تثبيط جزيئة الإنزيم بروتين كاينيز أم_زيتا (PKM-zeta). ومع ذلك فقد وجدَتْ دراساتٍ لاحقةٍ أن الفئران التي تفتقر لهذا الإنزيم لم تكن لديها مشكلةً في تكوين الذكريات.
هناك حاجة إلى المزيد من العمل قبل إمكانية ترجمة هذه الدراسة الحديثة على البشر، ولكن في هذه الأثناء، تُظهِر التجربة “أن هناك آلياتٌ متنوعةٌ تحافظ الخلايا العصبية من خلالها على الذكريات في الدماغ وتمنحنا الأمل بقدرتنا على إزالة الذكريات المرضية يومًا ما بشكلٍ انتقائي.” وفقًا لما ذكره الباحث المشارك في الدراسة واين سوسين (Wayne Sossin)، وهو عالم أعصاب من جامعة مكغيل.