شو وانغ (XU WANG) كانت متأكدة من انها قد فعلت شيئًا خاطئًا عندما وجدت أن عيون الفأر سليمةٌ. وكانت قد سلطت الضوء الساطع على الفئران لدراسة كيف إن جينًا محددًا قد يؤثر على إستجابة الحيوانات لإصابة العين. في تلك التجربة كل الحيوانات أُعطيت دواء التاموكسفين(tamoxifen). نصفها قد تم تنظيمها لتستجيب للدواء بوساطة عدم تمكين الجين المسؤول – الخطوة التي قد تحمي عيون الفئران، أما الفئران ذات الجينات السليمة – فكان يجب أن تفقد النظر بسبب موت مستقبلات الصور (الخلايا الضوئية الحساسة في القرنية).
بدل ذلك فإن القرنيات في هذه الفثران بدت سليمه. وقد قالت وانغ: “كنت نوعًا ما يائسة بسبب انها لم تتوافق مع احتملاتنا.” وقد كانت هي وموجهها واي وونغ (Wai Wong) -كلاهما أطباء عيون في معهد العيون الوطني في بيثيسدا في ماريلاند- قد بدأوا في العمل على فأرٍ آخرٍ و لكن قرروا ان يقوموا بنفس الإختبار مرةً اخرى واخرى.
رؤيتهم السابقة للأمر لم تكن خاطئة. فقد إكتشف وانغ و وونغ وزملائهم بعد عدة تجارب أجروها أن التاموكسفين(الدواء الذي يستخدم لمعالجة سرطان الثدي) بإستطاعته الحفاظ على المستقبلات الضوئية والنظر لعيون الفئران المتضررة.
فبعد تعريضها للضوء الساطع، كانت المستقبلات الضوئية المتضررة ترسل إشارات إصابتها بالضرر الى جميع الدبيقيات (الخلايا المناعية التي تعتبر خط الدفاع الأول في الدماغ والحبل الشوكي). الدبيقيات تدعم المستقبلات الضوئية من خلال جعل الإتصال سليمًا بينها. ولكن المستقبل الضوئي”SOS” يجلب الدبيقيه لتتحشد لتدمير المستقبلات الضوئية المتضررة، لينتج من ذلك فقدانًا للرؤية، كما يحدث في اضطرابات النظر الجينيه التدريجية كما في إلتهاب الشبكيه الصباغي (retinitis pigmentosa). الدبقيات المائلة للقتل متواجدة للحماية، ولكن ما لاحظه وونغ أن جهدها الحماسي من الممكن أن يكون قاتلًا.
عندما أكلت الفئران طعامًا يحتوي على التاموكسفين (حوالي ستة الى ثماني مرات أكثر من الجرعة المعتادة التي تُعطَى للبشر)، الخلايا الدبيقية لم تُظهِر ردة فعلٍ عالية والمستقبلات الضوئية قد أُنقذَت، وجد الباحثون ان التاموكسفين يعطي نفس الحمايه للفئران المصابه بالتهاب الشبكيه الصباغي. حيث يقول وونغ: ” أن القدرة القاتلة للدبيقيات يُمكن تخفيضها بإستخدام التاموكسفين مما يساهم في الحماية” . المجموعة نشرت نتائجها بتأريخ 22 مارس في مجلة علم الأعصاب (journal of neuroscience).
الباحثون كانوا قد بحثوا فيما إذا كانت الجرعة القليلة من الدواء المستخدم يمكن ان تكون واقيةً ايضًا، بالإضافة إلى الكثير من التساؤلات الأخرى، مثلًا، كيف ان التاموكسفين يسهم في الحماية من وظيفة الخلية الدبيقية الصغيرة. وعلماء آخرون كشفوا ان التاموكسفين و أدوية مماثلة من الممكن أن تخفض من ضرر الخلية العصبية في الحبل الشوكي والدماغ. الدواء أُستخدِم على نطاق واسع في معالجة بعض حالات سرطان الثدي في النساء. ولكن العيون أظهرت تحدٍ أكيد. التاموكسفين كان قد قُرِنَ مع فقدان الرؤية للنساء التي تتعاطى هذا الدواء. العلماء لم يروا أي علامةٍ أو دليلٍ لهذا على الفئران المختبرية. ولكن وونغ لاحظ ذلك سريعًا في الفئران المختبرية وليس البشر. راجعت وانغ أيامها السابقة مع المرضى الذي يعانون من العمى وقالت: “بدى الأمر ميؤوسًا منه” وأضافت: “فكرتُ إنني أريد إيجاد طريقة لحل مشاكلهم.” والآن هي لديها تفاؤل جديد حيث تقول: ” لقد فتح الأمر نافذةً جديدةً” وتضيف: “إن العقار القديم يمكن إستخدامه بطريقةٍ جديدةٍ.”