ماذا يحتاج الطفل من الوالدين؟
ماذا يجب أن نفعل لأطفالنا لكي نمنحهم الثقة، و نمكنهم من الشعور بالتعاطف مع الآخرين، و النجاح بأفضل ما يمكنهم في حياتهم.
ربما الشيء الأساسي الذي على الأب أن يعطيه لطفله هو الإعتقاد بأن وجوده يبعث الفرح والسعادة، و أن وجوده في العالم ببساطة هو هبةٌ ثمينةٌ.
هو أو هي لا يحتاجان لإثبات شيء، أو فعل شيء مميز؛ ليس عليهما ان يكونا استثناءً، بل يجب عليهما أن يكونا كما هما، وبهذا فقط سيجلبان الفرح و السعادة لقلوب والديهم.
عدم سؤالهم أي شيء، و عدم طلب خدمةٍ أو تصرفٍ معين بل ببساطة إن التعامل بمرح وبهجة بوجود الطفل وكيانه غالباً هو أهم الاشياء التي على الوالدين إعطاؤها للطفل.
أي ما يُعرف بمصطلح « الحب المطلق » غير المشروط.
تروي كاتبة المقالة شيلا كوهلر (Sheila Kohler) طريقة تعاملها وعائلتها مع إبنتها الصماء قائلة:
وأنا أكتب المقالة فكرتُ بأمي مع إبنتي الصماء سيبيل (Cybele)، فنحن بطبيعة الحال غالباً ما نملي عليها الأوامر. نريدها ان تتعلم، وأن تتكلم، وأن تقرأ، وتكتب، أن تتصرف بصورةٍ صحيحةٍ، و أن تكون جزءًا من المجتمع. لكن امي فقط تأخذ بيدها بحزم وتنظر لها بكل حب وتسألها «هل انتي سعيدة عزيزتي؟»
حضور الطفلة الصغيرة، و تمايلها مع مساعدات سمعها الضئيل كان كافياً فقط ليجعل وجه امي الجميل مشرقاً عندما تخطو في الغرفة.
بالطبع هذا لا يعني أن الوالدين لا يجب عليهم أن يطلبوا أو يتوقعوا أشياء من أطفالهم، فهذه التصرفات المعينة لا يمكن التخلي عنها.
ومن دون شكٍ ان الوالد بحاجة الى إعطاء القليل من التوقعات، وبحاجة الى توطين القوانين والنظم ليهذب أو يعاقب وقت الحاجة، لكن رغم كل هذا بالتأكيد يبقى الطفل بحاجةٍ الى الاحساس بأن وجوده/وجودها كافٍ لخلق السعادة.
كل هذه الامور (التهذيب، الاخلاق، الحرية) يجب أن تكون من اجل الطفل لا من اجل أنانية الاب/الام.
كم من الاوامر نمليها على الاطفال وهي في الاساس لأجل تباهينا وإرضاء ذاتنا، او ببساطةٍ لإخبار جارنا عن مدى نجاح الطفل في المدرسة، أو في رياضةٍ ما أو حتى في الفنون.
إنما مفخرتنا حتى في مظهر الطفل الخارجي، في جسمها/جسمه، هو تحقيق لأحلام الأهل، هو أو هي ألم يكونوا قادرين على تحقيق شيء؟
ما العمل إذا لم يشعر أحدهم بتلك البهجة؟ بالتأكيد هنالك أوقات قد يواجه الوالدان فيها تصرفاتٍ سيئةٍ من قِبَل طفلهما، أو عندما يشعر الوالد بأنه جدًا متعب ليستجيب لطفله، حين يحتاج أحد الوالدين لبعض الوقت لنفسه و يجد صعوبةً في الشعور بتلك السعادة بوجد طفله. ربما من الممكن مع كل هذا إيجاد لحظة للعزلة أو الإبتعاد عن الطفل للتعويض وكسب سلامة عقلك. ومن ثم العودة مرة اخرى مع ما هو موجود بالفعل في مكانٍ ما في قلب الاب او الام، و هو الشعور بالسعادة بنعمة وجود الطفل في البيت.