الطريقةُ الجديدةُ الأُولى لكشفِ السرطان خلالَ السنواتِ الثلاثينَ الأخيرة , إختبار دم عادي إتضح إنه يمكن التنبؤ من خلاله بأي نوعٍ من أنواعِ السرطان وبصورةٍ دقيقةٍ كدقة إكتشاف الورم في سرطان الثدي، ويقول الباحثون أنها أكثر طريقةٍ واعدة في الكشف عن السرطان في غضون 30 عاماً.إرتفاع عدد الصفائح الدموية (خلايا دم صغيرة جداً تساعد على تخثر الدم أثناء الجروح) أشير إلى أنه يشكل خطراً متزايداً للإصابة بجميع أشكال السرطان، و حالياً يحث العلماءُ الأطباءَ على النظرِ في كثرة الصفيحات – وهي حالة يتم فيها إنتاج الكثير من الصفائح الدموية في الجسم – كطريقةٍ للكشف عن المرضى الذين لم تظهر الأعراض عليهم بعد.
يقول ويلي هاميلتون (أحد أعضاء فريق البحث) من جامعة إكستر في المملكة المتحدة: “تظهر نتائجنا أن كُثرة الصفيحات لها ارتباطٌ قويٌ بالسرطان، وبالتحديد لدى الرجال، أقوى بكثيرٍ من ورم الثدي لسرطان الثدي لدى النساء”.
”من المهم الآن أن نقوم بالكشفِ عن السرطان عن طريق كثرة الصفيحات الدموية، فإن هذا يجعل من الممكن إنقاذ مئات الأرواح كل عام”.
كثرة الصفيحات تؤثر على حوالي 2 في المئة من الناس الذين هم فوق سن الـ 40، و قد كان الأمر مرتبطاً بالسرطان من قبل، لكن ما تقوم به هذه الدراسة الجديدة هو إظهار إن الأمر له إرتباط أقوى و ينطبق على جميع الأعمار وعلى كلا الجنسين، و له إرتباط بمرض السرطان الذي يصيب أي جزء من الجسم.
و قد نظر الباحثون إلى 31,261 سجل من سجلات المرضى في المملكة المتحدة الذين كان عدد الصفائح الدموية لديهم مرتفعاً (thrombocytosis)، و 7,969 سجل من سجلات المرضى الذين كان عدد الصفائح الدموية لديهم طبيعياً.
فوجدوا أن 11.6 في المئة من الذكور الذين يعانون من كثرة الصفيحات تم تشخيصهم على أنهم مصابين بالسرطان في غضون عام، مقارنة مع 4.1 في المئة الذين لم يكونوا كذلك. وبالنسبة للإناث، فقد تطور الأمر ليصابوا بالسرطان في 6.2 في المائة من الذين يعانون من كثرة الصفيحات، مقارنة بنسبة 2.2 في المائة ليسوا كذلك.
وإذا تم تسجيل عدد الصفائح الدموية المرتفعة مرة ثانية في غضون ستة أشهر، فهذه المخاطر ستكون أعلى حتى : 18.1 في المائة للذكور و 10.1 في المائة للإناث.
الورم في الثدي إتضح إنه سرطانيٌ في حوالي 8.5 في المائة من الحالات للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 50 و 59 سنة، لو قارنا ذلك.
وقد أفاد الباحثون أن سرطان الرئة وسرطان القولون كانا أكثر أنواع السرطان إرتباطاً بكثرة الصفيحات الدموية.
والأكثر من ذلك، أن ثلث المصابين بسرطان الرئة أو سرطان القولون ليس لديهم أي أعراض أخرى للمرض غير كثرة الصفيحات – مما يعني أن هذا قد يكون مؤشراً هاماً جداً في المستقبل للحالات التي لا يمكن فيها الكشف عن السرطان في وقت مبكر.
ويقول فريق الباحثين: إن هذا المؤشر الجديد للكشف عن السرطان هو الأول فيما تم تحديده خلال العقود الثلاثة الماضية، مع إمكانية تحديد آلاف السرطانات في وقت مبكر وإنقاذ مئات الأرواح في السنة.
في حين أن التشخيص المبكر هو ليس سوى أحد العوامل العديدة التي تؤثر على فرص تحسن صحة شخص ما للأفضل، فإنه من المعروف إنه يحسن معدلات البقاء على قيد الحياة في جميع أنواع السرطان.
تقول سارة بيلي (أحد أعضاء فريق البحث): “نحن نعلم أن التشخيص المبكر هو المفتاح الأساسي في إنقاذ الناس الذين يعانون من مرض السرطان و إبقائهم على قيد الحياة”.
”تشير أبحاثنا إلى أن أعداداً كبيرة من الناس يمكن تشخيص إصابتهم بالسرطان قبل ثلاثة أشهر لو تم تأكيد الكشف عن السرطان عن طريق كثرة الصفيحات الدموية ، وهذه المرة من الممكن أن يحدث فرقاً حيوياً في تحقيق التشخيص المبكر”.
وقد تم نشر البحث في “المجلة البريطانية للممارسة الطبية” (The British Journal of Medical Practice).