هيأ علماءُ ناسا اللبنات الأساسية للحياة في المختبر

العديد من المكونات الكيميائية الضرورية للحياة كما نعرف، كانت موجودةً في الأرض المبكرة ويجب أن تكون موجودةً في الكواكب الخارجية كما أشارت البحوث الجديدة.
الباحثون في مركز أبحاث ايمز التابع لناسا في كاليفورنيا ولّدوا ثلاثة مكونات رئيسية للحمض النووي الريبي (الحمض النووي الريبي) وDNA (الحمض الخلوي الصبغي) في المختبر، وذلك بإخضاع الجزيئات التي تكون عادة على شكل حلقة كربون ونيتروجين للإشعاع تحت ظروف أشبه بالفضاء. “لا أحد يفهم حقاً كيف بدأت الحياة على الأرض، “يقول سكوت ساندفورد باحث علوم الفضاء في أميس، وقال في بيانٍ له: “تجاربنا تشير إلى أن الأرض تكونت من العديد من اللبنات الاساسية للحياة والتي كانت موجودةً من البداية منذ محاكاتنا للظروف الفيزيائية الفلكية، نفس الشيء حدث عندما تم تشكيل الكواكب” ساندفورد وزملاؤه عملوا مع البيريميدين (وهو جزيء على شكل خاتم أو حلقة غالباً ما يوجد في النيازك)، تلك الحلقات عقّدت ذرات الكاربون ولكنَّ وجود النيتروجين يجعل البيريميدين أقل استقراراً من غيره من المركبات الغنية بالكربون. حسب ما ذكر باحثون أنه نتيجة لذلك يتم اتلاف البيريميدين بسهولة من قبل الإشعاع (وهو منتشرٌ في الفضاء بين النجوم). قال ساندفورد في البيانات نفسها: “كنا نريد إجراء اختبار لنعرف فيما إذا كان البيريميدين يستطيع البقاء بدون تغيير في الفضاء، وما إذا كان يمكن ان يخضع لردود الفعل التي تحوله إلى أحد الأنواع العضوية الأكثر تعقيداً”البيريميدين ينبغي أن يكون عرضةً للتدمير عند السفر عبر الكون كغاز. ولكن أقر الباحثون أن بعض الجزيئات قد تكون قادرةً على البقاء على قيد الحياة إذا كانت تجد طريقها إلى الغيوم بين النجوم من الغبار والغاز.

يمكن أن تكون هذه الغيوم كدرع امتصاص يمتص اجزاءً كبيرةً من الإشعاع على الحواف الخارجية والحفاظ عليها من الوصول إلى المناطق الداخلية الآمنة. داخل الغيوم بيريميدين سيجمد الجزيئات على غبار الحبوب والتي ستسمح له بالنجاة من أي إشعاع من الممكن أن يتعرض له في وقت لاحق. لإختبار هذه الفكرة كشف العلماء عينة جليد تحتوي على بيريميدين للأشعة فوق البنفسجية في فراغ في درجات حرارة منخفضة تصل إلى ناقص 440 درجة فهرنهايت (ناقص 262 درجة مئوية) في شروط مماثلة لتلك التي واجهتها في الفضاء بين النجوم.

عندما تتجمد في الجليد تتكون أساساً من الماء، ولكنها تحتوي على الأمونيا أو الميثانول أو الميثان أيضاً، حين يكون بيريميدين أقل تعرضاً للإشعاع فسوف يصبح غازاً كغاز التعويم الحر. بدلاً من تدمير الجزيئات، حوّله الإشعاع إلى انواع جديدة بما في ذلك اليوراسيل، سيتوزين والثايمين – ثلاثة من “نوكليوباسيس” التي تشكل الحمض النووي- “نحن نحاول التصدي للآليات في الفضاء التي تشكل هذه الجزيئات “يقول الباحث أميس، وقال أيضاً “نظراً لما أنتجناه في المختبر قد تكون كيمياء الجليد التي تعرضت للإشعاع فوق البنفسجي خطوةً هامة تربط بين ما يجري في الفضاء وما سقط على الأرض في بداية تطورها ورغم أن العلماء يعرفون أن البيريميدين وجد في النيازك لكنهم غير متأكدون حول أصولها، مثلاً من الأكثر استقرارا والاغنى بالكربون؟ الهيدروكربونات العطرية في نهاية المطاف تعتبر المواد المحتملة لبدء الحياة وأما البيريميدين فلربما أنتج بالأنفاس الميتة من النجوم العملاقة الحمراء أو في السحب من الغاز بين النجوم والغبار- كما قال الباحثون. –

 

 

 

ترجمة :  Farah mohammed salh

تدقيق لغوي :Alfadhel Ahmad

التصميم : Hussein Talib

المصدر : هنا