في عام 2014، وبعد سبعة عشر عاما من العمل، تمكن فريق عالمي من العلماء بقيادة مركز لانغون الطبي بجامعة نيويورك من بناء الكروموسوم الاصطناعي الاول في العالم.
وضحت سبع ابحاثٍ منفصلة في مجلة العلم، أن ذلك الفريق قد اضاف خمسة كروموسومات الى نتاج مشروعهم خلال ثلاث سنوات. يفترض ذلك وجود عناصر تزيد على الهندسة الوراثية في متناول اليد، خصوصا مع الاخذ بنظر الاعتبار اننا نتشارك حوالي ربع جيناتنا مع الخميرة.
والكروموسومات هي عبارة عن تراكيب تضم معظم ال DNA للكائن الحي، وتمتلكها اغلب الكائنات الحية. فالبشرعلى سبيل المثال لديهم 46 كروموسوم، الخميرة لديها 16، وتحتوي الكروموسومات الخمسة المصنعة في المختبر على DNA ثالث خاص بالخميرة.
كان جزء من مشروع جينة الخميرة المصنعة (SYGP) هي خلق الكروموسومات الصناعية بمساعدة انظمة الحاسوب و اعادة ادراجها في داخل الخميرة الحية. تعمل هذه الخميرة المصنعة تماماً كما الخميرة الطبيعية دون أي أعراضٍ جانبية. هذا يعني ان المهندسين البيولوجيين يستطيعون استخدامها لتسريع عمليات التخمير من انتاج الخبز الى تصنيع المضادات الحيوية و الوقود الحيوي.
ستكون الخطوة التالية تصنيع كل الكروموسومات الستة عشر المتعلقة بأشكال الحياة المعقدة (يوكاريوت).
إن خلق الكروموسومات المصنعة او حتى خيوط ال DNA ليس علما جديدا .فمؤخراً استخدمت قطرة من الDNA المصنع كمثال لوحدة تخزين البيانات المكافئة ل 600 هاتف ذكي.
في ذات الوقت صمم الباحثون احياءاً بكتيرية بسيطة بواسطة تصنيع 473 جين اساسي مطلوب للحياة. وقد كان ذلك انجازاً ضخماً ولكنه اسهل بكثير من جعل تلك الجينات تنتمي الى اكثر اشكال الحياة المعقدة مثل الخميرة.
يتسبب العلماء الذين يتعاملون مع الجينات بتصعيد الجدل الذي لا أساس له على الدوام. فتحوير الطعام الجيني و تحسين القيمة الغذائية او زيادة الحصيلة لاستخدام العلاج الجيني لحماية الاطفال من امراض العضال السابقة تحدث كلها حولنا باستمرار. وخلق الجينات هو خطوة متقدمة ونقطة انطلاق واضحة للمستقبل.