آلي يبني أكبر بناء يبنى آليا وحده

 

نوع جديد من الآلات بنى بناءً على شكل قوس قزح في غضون نصف يوم، حيث بنى الآلي دائرة بنصف قطر قبة العاصمة الامريكية وحده. في المستقبل مثل هذا التحكم الذاتي بالآلات يمكّننا من بناء مدن بأكملها، حيث يمكن لهذا الآلي صناعة الهياكل او حتى إعداد القمر لأول مستعمرة بشرية هناك. يقول ماثياس -المصمم الذي درس البناء الذاتي في المعهد الفدرالي السويسري للتكنلوجيا في زيورخ ولكنه لم يشترك في المشروع-: ((انه مشروع مثير للإعجاب حقا)). لقد اختبر الناس والعلماء العديد من المقترحات للبناء الذاتي، ولكن العلماء مثل: فريق معهد ماساتشوستس التكنلوجي ركزوا على وزن ونوعية المواد المستخدمة في صناعة الروبوت وطريقة تصنيعها. هل يجب تصنيع الروبوتات كأجزاءٍ مسبقة الصنع في مصانع بعيدة؟ إذا كان يعمل في موقع معية، هل يجب ان يكون على شكل رافعة؟ هل يجب ان يخلقوا سرب من الطائرات الآلية بدون طيار التي لها القدرة على البناء؟ وايضا ماذا عن مواد البناء، هل على الآلي ان يجمع البناء من الكتل؟ العلماء اختاروا ان يذهبوا بإتجاه ان يكون الروبوت متنقلا، بتصميمه على شكل ذراع ميكانيكية قابلة للتعديل بسهولة وتملك نطاق عمل واسع وايضا وتوصلوا الى ان طبع البناء طبقة تلو طبقة يفيد إذا كان البناء معقداً. تصميمهم للروبوت كان يحوي ذراعاً هيدروليكية كبيرة بمحرك يشبه محرك الدبابة (والذي يظهر كما في الفيديو). في نهاية الذراع هناك ذراع أصغر للحركات الناعمة، مدعمة بأجهزة استشعار لتحديد الموقع والتحكم بالثباتية وبجانب ذلك ايضا توجد ادوات للحم والحفر وايضا للطباعة ويبلغ طول الذراع النهائي حوالي 10 أمتار. منصة البناء الرقمية -كما تدعى- تحتوي ايضا على لوحات شمسية وبطاريات. لوضع الآلي على الخطوات الصحيحة، قام العلماء ببرمجة الآلي ليخرج من المستودع ويبني قبة مفتوحة بإستخدام طريقة تم تطويرها بواسطتهم أطلق عليها (الطباعة في المكان). في الروبوت رشاشات الالكترونية ترش رغوة تفيد في تحديد الحدود الهيكلية للبناء. طبقة بعد طبقة، يستعمل الآلي الرغوة لبناء جدار اجوف (والذي يعمل كعازل وأيضا) يمكن لاحقا ملئ التجويف بالخرسانة وايضا تغطيته بالجص. ليظهر قدرته على الطباعة الافقية، قام الآلي ببناء مقعد على الحائط. المقعد الذي تم بنائه على ارتفاع 14.6 متر يعتبر أكبر بناء طبع بتقنية الطباعة ثلاثية الابعاد بواسطة آلي متنقل على الاطلاق. ووفقا لما ذكره الباحثون اليوم في علم الآليات، يعتبر ايضا أسرع ما تم طبعه في العالم (في غضون 13.5 ساعة). يقول كولر: عدة من العناصر جعلت انجاز الآلي الجديد ممكنا، على سبيل المثال: المجموعة قامت بقفزة نوعية مثيرة للاهتمام من خلال وضع “ليزر” في نهاية الذراع لتحسس موضع الطرف وايضا يساعد على مواجهة اي حركة غير مرغوب بها في بقية الذراع، بدلاً عن الحفاظ على كل شيء مستقر تماماً. التقنية التي لم تُستخدم سابقا في اي آلي بناء، تسمح لكل الآلة ان تكون خفيفة وتملك مدى واسع للعمل. ديفيد ويلسون -المهندس الميكانيك وكبير المبتكرين في بيكتل هيوستن، تيكساس (المقاول المسؤول عن سد هوفر) – يخبرنا بأن التلاعب الجزئي الكلي والطباعة في المكان تقدم لنا امكانات جديدة. يقول ستيفن كيتنغ (من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا) : ((بدلا من بناء مبنى مربع الشكل يمكنك بناء مبنى على شكل دكتور سوس وذلك بنفس التكلفة)) بجانب الفوائد الآمنة، الطابعة ثلاثية الابعاد الذاتية أسرع وأكثر دقة من البناء اليدوي. وايضا بإمكانها تحقيق أكبر قدر ممكن من القوة والكفاءة للبناء من خلال وضعها للمواد في اماكنها الدقيقة، وتبسيط التخطيط وتقديم الخدمات اللوجستية. ستيفن كيتنغ (الميكانيكي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الذي يقود المشروع) يتخيل رؤية الوقت المضبوط والتكلفة والسلامة الهيكلية للمبنى كل هذا قبل ضغط زر الطباعة. الآليون ايضا سمحوا لنا ببناء اي مبنى يمكن ان نحلم به أيضا، الآلي الجديد يمكنه بناء هياكل مصغرة من الرمال، الارضيات المضغوطة، السلاسل المعدنية (اي يمكن لحامها معا) وحتى الجليد (والذي يكون في البداية ماءً) وهذه الحيلة ستكون مفيدة في البيئات النائية، يمكنه كذلك ان يحفر بواسطة مستشعراته ويمكنه استشعار مختلف الاشارات البيئية مثل الاشعاعات (التي ممكن ان تساعد على اصلاح المفاعلات النووية)، وايضا طباعة الجدران مع تنوع في الألوان وصلابة في البناء. كيتنغ سيحب ان يرى الآلي على المريخ يصمم الهياكل اعتماداً على ارضيتها المحلية والظروف الجوية، يجمع طاقته ومواده، ويضعها في بيت او حتى بلدة. في الوقت الحالي آلة البناء تحتاج للمساعدة من اصدقائها البشريين، فقد واجهت بعض الصعوبات في عملها. يقول كينتينغ: ((نحن نريد ان نملك احلاما ورؤية مستقبلية، وأيضا اداةً تمكننا من التنفيذ السريع)) بعض الناس بالكاد يستطيعون الانتظار، فلقد تلقى الفريق المسؤول عن الآلي عدة اتصالات من ناسا والجيش الأمريكي وحتى شركة كوكل. أما أحد المتواجدين في موقع بناء القبة، فلقد طلب ان يبنى له ملعب كرة سلة تحت الأرض.

 

 

 

ترجمة : Hassan Alaa

تدقيق لغوي : Alfadhel Ahmad

تعديل الصورة : Ali Husham

المصدر : هنا