تفاجأ علماء الآثار ودارسو الحقبة الشكسبيرية باكتشاف خشبة المسرح المستطيلة الشكل في أقدم المسارح الأليزابيثية في لندن وذلك لأن الشكل المستطيل يمثّل انحرافاً عن الأسلوب المتّبع باتخاذ شكلٍ متعدد الأضلاع لخشبة المسرح لأغلب المسارح الشهيرة في تلك الحقبة مثل مسرح غلوب. توصّل الى هذا الاكتشاف باحثون من متحف لندن للآثار حينما كانوا يقومون بعمليات تنقيبٍ في موقع مسرح الستار في شوريديج في شرق لندن، وهو موقع مجمعٍ سكنيٍّ تجاري. وسيتم نقل بقايا المسرح الأثري كي يتم حفظها.
افتُتح مسرح الستار في عام 1577 وأصبح مهد مسرحيات شكسبير من عام 1597 الى 1599، وهو المسرح الثاني الذي بُني في لندن خصيصاً لاستضافة العروض المسرحية. كانت المسرحيات في السابق تُعرض في المسارح العامة وفي باحات الحانات ومنازل النبلاء الخاصة، أو حتى في الساحات العامة. وقد بيّنت تنقيبات فريق متحف لندن للآثار أن مسرح الستار يحتوي على ممرٍّ سري تحت خشبة المسرح حيث يتمكن الممثلون من التحرك دون رؤيتهم. إن تصميم المسرح الفريد يدفعنا الى الكثير من التساؤلات عن تلك الحقبة. “ولدت الكثير من الأسئلة.” قالت هيذر نايت، عالمة الآثار في متحف لندن للآثار. “هل كان شكسبير ومعاصروه يكتبون المسرحيات خصيصاً لمثل هذا النوع من المسارح؟ هل هي مسارح مخصصةٌ لمشاهد الحروب؟ هل هي مصممةٌ لتحمل عددٍ أكبر من الممثلين؟ هل تؤثر على طريقة تحدث الممثلين؟”
امتدت حماسة اكتشاف مسرح الستار الى مجالاتٍ أخرى. “يظن الكثيرون بأن الحقبة الشكسبيرية قد تغلفت بنظرةٍ جديدةٍ غيرت الطريقة التي ننظر بها لشكسبير ومسرحياته.” أضافت الكاتبة ليزلي دانتن-داونر. “وضح الاكتشاف الأثري في شوريديج بأن هناك الكثير من البقايا لم يتم اكتشافها بعد عن المسرحيات وعن تمثيلها وعن جمهورها.”
بالأضافة الى خصائص النفق المُكتشف، كشفت حملة التنقيبات عن قطعٍ أثريةٍ مثل الخرز الزجاجية والدبابيس – التي ربما كانت جزءاً من ملابس الممثلين – بالأضافة الى أجزاء من قناني الشراب والأنابيب الفخارية التي قد تعود الى المحتفلين من الجمهور أو من الكواليس.