نظريات جديدة في الآليات التي تساعد ذوات الحوافر أن تصبح أكبر في النيوجين


إن الزيادة الملحوظة في حجم الجسم لذوات الحوافر خلال 20 مليون سنة قبل البلستوسين تحركها عملية اختيار الأنواع بحسب باحثين من سينكنبرج – ألمانيا ؛ فالعديد من أنواع ذوات الحوافر الأكبر أصبح أكثر شيوعا بسبب ارتفاع معدل نشوءها وانخفاض معدل انقراضها .
دراسة نشرت مؤخرا في “وقائع الجمعية الملكية ب ” وهي الأولى من نوعها لمقارنة التطور بين اثنين من الثدييات ذات السلف المشترك خلال النيوجين في قارتين . وفيها أشار الباحثون إلى أن هذا المنظور البيولوجي الجغرافي يعطي تفسيرات معقدة لأنماط مشتركة على ما يبدو .
فماذا يحمل المستقبل للثدييات ؟
في الماضي كان الأكبر فعليا أفضل ، كما أظهرت عدة دراسات اتجاها متزايدا لحجم الجسم في الثدييات (بما في ذلك ذوات الحافر ) حتى أحداث الانقراض الكبيرة التي حدثت خلال العصور الجليدية المتزامنة مع مناخ التبريد .
أما اليوم يبدو أن السكان ذوو الأجسام الأكبر مهددين بالانقراض بدرجة أكبر . ويعتبر بعض الباحثين أن التقزم نتيجة محتملة لارتفاع الحرارة الجاري ، وقد تساعد هذه النظريات عن تطور حجم الجسم بالتنبؤ في التغييرات التي تنتظر الثدييات .
ولنفهم كيفية تطور حجم الجسم في الثدييات، قامت الدكتورة شان هوانغ من مركز سينكنبرج للتنوع البيولوجي والمناخ وزملاؤها بتحليل مجموعة بيانات مستحاثية من الحيوانات العاشبة الكبيرة (أونغولاتس: أورديروداكتيلا أوند بيريسوداكتيلا) ، ولا تزال بقايا المستحاثة، التي تضم حوالي 500 نوع من الحيوانات مثل الزرافات وأفراس النهر، فضلا عن الكركدن والشاليكوثيرات، والتي تغطي المدة ما بين 23 إلى مليوني سنة مضت، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تحليل الأنماط التطورية لحجم الجسم في الحفريات خلال هذه الفترة ومقارنتها بين أوروبا وأمريكا الشمالية.
في حين أن الدراسات على حجم الجسم كانت قد بحثت بشكل أساسي عن زيادة معدل حجم الجسم .
وقد أشارت هوانغ إلى التغييرات في الحد الأدنى لحجم الجسم قائلة : “عموما شهدنا زيادة كبيرة في الحد الأدنى (والحد الأقصى) لحجم الجسم خلال هذا الوقت، وهذا يدل على تطور نشط، ويعني أن الحيوانات لم تتطور إلى أحجام أكبر في وقت من الأوقات عن طريق الصدفة، بل على العكس من ذلك، فهو ميزة تطورية عند التنافس على الموارد الطبيعية، وهذا ما نسميه انتقاء الأنواع ”
وبحسب الباحثين فإن انتقاء الأنواع يعتمد على اثنتين من النتائج . أولا / في الوقت الذي من المحتمل أن تكون أنواع الارتيودكتيل ذوات الأحجام الأكبر تتنوع أكثر مقارنة بأنواع الارتيودكتيل الأصغر حجما وهذا ما يفسر السبب في زيادة هذا الترتيب في حجم الجسم في القارتين معا ، وقد يرجع ذلك إلى حقيقة كونها أكبر جعل من السهل أن تتبنى نمط حياة جديد ولتشغل المنافذ الجديدة التي ظهرت في ذلك الوقت على أساس التنوع السريع .

ثانيا / الارتيوداكتيل ذات الأجسام الأكبر في شمال أمريكا أقل تعرضا للانقراض من الأنواع الأصغر حجما .
فقد ظهر النمط الذي ظهر أيضا عندما قارن الباحثون أنواع البيريسوداكتيل (odd-toed ungulates) في أمريكا الشمالية ويعتقد الباحثون أن هذا يعود لحقيقة ان قارة أمريكا الشمالية تفتقر إلى مسار جنوبي سهل مما يحد من التشتت في خطوط العرض الدنيا عندها يصبح المناخ أكثر برودة نحو نهاية النيوجين ، وربما تكون الأنواع الأكبر جسديا أكثر قدرة على التكيف مع الظروف والتغييرات في مصادر الغذاء .
وتبين دراستنا أن اتجاهات التطور الكبير المتشابهة خلال مناطق من الممكن أن تتولد بعمليات مختلفة ، وحتى سمة واحدة مثل حجم الجسم ممكن أن ترتبط بمعدلات النشوء والانقراض بشكل مختلف في مختلف المناطق وربما حتى بشكل مختلف على مستويات التسلسل الهرمي التصنيفي .
وتضيف هوانغ : إنه أيضا يسلط الضوء على البيئة الإقليمية وحيث يحدث التطور يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عند تفكيك الآليات الكامنة لاستخدام هذه المعرفة كأساس للتوقعات المستقبلية نقترح بإجراء المزيد من المقارنات بين القارات في الدراسات التطويرية الكبيرة .

 

 

ترجمة:Jana Biter

تدقيق الترجمة:Inst. ZainabHashm

تصميم: Maryam Abd

المصدر:هنا