ما هي بكتيريا “إي كولاي” التي تسببت بحالات تسمم غذائي في ماكدونالدز؟

سببت شطائر ماكدونالدز (كوارتر باوندر) المصنوعة من اللحم البقري، في وفاة شخص وإصابة العشرات بعدوى بكتيرية في الولايات المتحدة، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، الذي أعلن يوم الثلاثاء عن عثوره على البكتيريا الإشريكية القولونية (المعروفة بـ”إي كولاي”) في تلك الشطائر.

وسجل المركز 49 حالة مرضية في 10 ولايات أمريكية. دخل 10 أشخاص إلى المستشفى وأصيب من بينهم شخص واحد بمتلازمة انحلال الدم اليوريمية، وهي حالة خطيرة يمكنها أن تسبب الفشل الكلوي الذي يهدد حياة الإنسان.

ويقوم مركز السيطرة على الأمراض، وإدارة الغذاء والدواء، ووزارة الزراعة الأمريكية، ومسؤولو الصحة العامة في ولايات متعددة بالتحقيق في سبب تفشي العدوى من نوع ( O157:H7).

وقال معظم المرضى إنهم تناولوا شطيرة ماكدونالدز قبل أن تظهر عليهم الأعراض.

ويقول المحققون إن أول حالة ظهور لهذه العدوى سجلت في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، وإن أعمار المصابين تراوحت بين 13 و88 عاماً.

متى يجب زيارة الطبيب؟

تظهر أعراض بكتيريا “إي كولاي” على الشخص بعد تناول الطعام خلال بضعة أيام، وقد تتأخر حتى تسعة أيام.

ووفقاً لإدارة الغذاء والدواء (FDA)، تشمل الأعراض الشائعة لتسمم بكتيريا “إي كولاي” تقلصات شديدة في المعدة وإسهال وحمى وشعور بالغثيان أو القيء.

تختلف شدة الأعراض حسب نوع البكتيريا التي أصيب بها الشخص، حيث يمكن أن تسبب بعض الأنواع إسهالًا دموياً. وفي حالات معينة، قد تشكل الإصابة بالنوع الذي يؤدي إلى الفشل الكلوي، المعروف بمتلازمة انحلال الدم اليوريمية، خطراً على حياة المريض، بالإضافة إلى إمكانية ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض الكلى المزمنة، أو مشاكل عصبية.

وقد لا تظهر أعراض أنواع أخرى من العدوى أو تختفي تماماً من دون أي علاج في غضون خمسة إلى سبعة أيام.

ويوصي مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بزيارة الطبيب في حال ظهور الأعراض التالية:

  • الإسهال وارتفاع درجة حرارة الجسم إلى أكثر من 38.8 درجة.

  • استمرار الإسهال لأكثر من ثلاثة أيام بدون أي تحسن.

  • الإسهال الممزوج بالدم (إسهال دموي).

  • القيء الشديد إلى درجة عدم القدرة على الاحتفاظ بالسوائل.

  • ظهور علامات الجفاف مثل عدم التبول بانتظام وجفاف الفم والحلق والشعور بالدوار عند الوقوف.

 

ما مصدرها وكيف تنتقل إلى الإنسان؟

ترتبط أغلب المعلومات المتاحة عن الإشريكية القولونية بنوع O157:H7، وذلك لأنه من السهل التمييز بينها كيميائياً من سلالات أخرى من الإشريكية القولونية.

ويبدو أن مصدر هذا العامل المسبب للمرض هو الماشية بشكل أساسي.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الحيوانات التي تجتر مثل الأغنام والماعز والغزلان خزانات مهمة للعدوى، في حين تم العثور على ثدييات أخرى مثل الخنازير والخيول والأرانب والكلاب والقطط، وبعض الطيور مثل الدجاج والديك الرومي، مصابة أيضاً بحسب منظمة الصحة العالمية (ًWHO).

وتنتقل الإشريكية القولونية من النوع O157:H7 إلى البشر بالدرجة الأولى من خلال استهلاك الأطعمة الملوثة، مثل منتجات اللحوم المفرومة النيئة أو غير المطبوخة جيداً والحليب الخام.

كما يؤدي تلوث المياه والأطعمة الأخرى بالبراز، فضلاً عن التلوث المتبادل أثناء تحضير الطعام (باللحوم البقرية ومنتجات اللحوم الأخرى والأسطح الملوثة وأدوات المطبخ)، إلى الإصابة بالعدوى أيضاً.

ومن بين الأطعمة المسببة لتفشي البكتيريا الإشريكية، لحوم الهامبرغر غير المطبوخة جيداً والسلامي المجفف، وعصير التفاح الطازج غير المبستر والزبادي والجبن المصنوع من الحليب الخام غير المبستر.

كيف يمكن الوقاية منها؟

توصي منظمة الصحة العالمية باتخاذ تدابير الرقابة في جميع مراحل السلسلة الغذائية، بدءاً من الإنتاج الزراعي في المزارع إلى معالجة وتصنيع وإعداد الأطعمة في كل من المؤسسات التجارية وانتهاء بالمطابخ المنزلية.

في المصانع: يمكن أن تنخفض عدد الحالات من خلال استراتيجيات تخفيف مختلفة للحوم البقر المفرومة، مثل فحص الحيوانات قبل الذبح لتقليل إدخال أعداد كبيرة من مسببات الأمراض في بيئة الذبح.

إن ممارسات الذبح الصحية تقلل من تلوث الذبائح بالبراز ولكنها لا تضمن عدم وجود البكتيريا الإشريكية القولونية من المنتجات.

في المنازل: إن التدابير الوقائية المنزلية وممارسات النظافة الغذائية الأساسية الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية، يمكن أن تمنع انتقال مسببات الأمراض المسؤولة عن أمراض عدة منقولة عن طريق الأغذية، كما تحمي من الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية التي تسببها الإشريكية القولونية.

ومن ضمن هذه التدابير: الحفاظ على النظافة وفصل الأطعمة النيئة عن المطبوخة والطهي جيداً وحفظ الطعام في درجات حرارة آمنة واستخدام المياه والمواد الخام بطرق آمنة.

وتقول إدارة الغذاء والدواء إن “الطريقة الفعّالة الوحيدة للقضاء على البكتيريا الإشريكية القولونية من الأطعمة هي إدخال معالجة قاتلة للجراثيم، مثل التسخين والغليان والطهي أو البسترة وغيرها من عمليات التعقيم.

وأخيراً، تجنب التدابير الوقائية الناس من الإصابة ببكتيريا الإشريكية إذا تم الالتزام بالمعايير الصحية التي يوصي بها الخبراء الصحيين من خلال اتباع عادات صحية في جميع الأوقات، كغسل الفواكه والخضار وتنظيف اللحوم وطهيها وغسل اليدين بانتظام وخاصة بعد استخدام الحمامات.

ما العلاج؟

بحسب منظمة الصحة الوطنية البريطانية (NHS)، لا يوجد علاج محدد لعدوى الإشريكية القولونية O157.

يمكن عادةً رعاية الأشخاص المصابين في المنزل، وتتحسن صحة معظمهم دون علاج طبي. كما انه من المهم شرب الكثير من السوائل، لأن الإسهال قد يؤدي إلى الجفاف.

كما تنصح المنظمة بعدم استخدام المضادات الحيوية، لأنها قد تزيد من خطر حدوث مضاعفات، وكذلك لا ينصح باستخدام أدوية مضادة للإسهال مثل لوبيراميد (إيموديوم) لأنها قد تطيل فترة التعرض للسموم.

المصدر