ماري ليبرت
ترجمة: حسين طالب
في العصور القديمة
قام الراهب البوذي كوماراجيفا (344-413 من مملكة كوتشا (في الصين حالياً) بترجمة عدد من النصوص البوذية من اللغة السنسكريتية إلى الصينية. ركز أسلوبه السلس في الترجمة على نقل المعنى بدلاً من النقل الحرفي الدقيق وكانت ترجماته مؤثرة في تطور البوذية الصينية.
الراهب البوذي أموغافاجرا (705-774) ولد في الهند وعاش في الصين. سافر لجمع النصوص البوذية في سريلانكا والهند الصينية والهند وعاد إلى الصين ومعه 500 مخطوطة. قام بترجمة هذه المخطوطات الى اللغة الصينية فأصبح واحدا من أقوى الرهبان البوذيين سياسياَ في تاريخ الصين.
اللاهوتي جيروم ستريدون (347-420) قام بترجمة الكتاب المقدس إلى اللاتينية من النصوص الأصلية باللغة العبرية وليس من الترجمة السبعينية التي تم فيها ترجمة الكتاب المقدس إلى اليونانية قبل بضعة قرون. أصبحت الترجمة اللاتينية الجديدة المعروفة باسم الفولغاتا او النسخة اللاتينية للإنجيل أول كتاب مطبوع باسم “كتاب غوتنبرغ المقدس” بعد عشرة قرون.
العالم الأرمني ميسروب ماشتوتس (362-440) اخترع الأبجدية الأرمنية وترجم الكتاب المقدس إلى الأرمنية مع زميله إسحاق الأرميني (354-439). كما قاموا بترجمة الأعمال اليونانية والسريانية الكبرى مع علماء أرمن آخرين. عززت هذه الترجمات اللغة الأرمنية والوحدة الوطنية لأرمينيا على الرغم من تقسيم البلاد بين الإمبراطورية البيزنطية وبلاد فارس.
في العصور الوسطى
الطبيبان العربيان حنين بن إسحاق (809-873) وقسطا بن لوقا (820-912) قاما بترجمة العديد من الأعمال الطبية اليونانية إلى العربية وهي مهمة كبيرة تابعها المترجمون اللاحقون بعملهم الشاق في جمع المعرفة من الطب اليوناني في قرن واحد لإدراجها في الطب الإسلامي.
عالم اللاهوت الإنكليزي روبرت كيتون (1110-1160) قام بترجمة القرآن الكريم إلى اللاتينية مع زميله هيرمان الكارينثي (1100-1154)، بطلب من الراهب الفرنسي بطرس المبجل رئيس دير كلوني في فرنسا. أتاحت ترجماتها معرفة جيدة عن الإسلام بين المسيحيين وظلت النسخة اللاتينية هي القياسية للقرآن حتى القرن الثامن عشر.
أديلارد باث (1080-1152) و جون إشبيلية (1110-1153) و جيرارد كريمونا (1114-1187) وآخرون استقروا في توليدو في شبه جزيرة أيبيريا (إسبانيا والبرتغال حالياً) عند مفترق طرق العالم المسيحي و العالم الإسلامي قاموا بترجمة الأعمال العلمية اليونانية والعربية الرئيسية في مجال الطب والرياضيات وعلم الفلك والتنجيم والعلوم الطبيعية والميكانيكا الى اللاتينية سمح هذا المشروع الترجمي الكبير باستخدام المعرفة العلمية اليونانية والعربية في جميع أنحاء أوروبا.
الفيلسوف الأسكتلندي مايكل سكوت (1175-1232) والعالم اليوناني وليام موربيكي (1215-1286)
قاما بترجمة أعمال الفيلسوف اليوناني أرسطو إلى اللاتينية بطلب من الفيلسوف الإيطالي توما الأكويني حيث قاما بترجمة أعمال أرسطو مباشرة من المخطوطات اليونانية البيزنطية (التي فقدت فيما بعد) وليس من ترجماتها السريانية أو العربية. فكان لهذه الترجمات الجديدة لأعمال أرسطو تأثير كبير في عالم العصور الوسطى.
الفيلسوف الإنكليزي جون ويكلف (1320-1384) ترجم الكتاب المقدس لأول مرة إلى اللغة الإنكليزية العامية بمبادرة منه حيث كانت اللغة الإنكليزية أقل استخداماً من اللغتين اللاتينية والفرنسية في ذلك الحين. وساهمت ترجمته في تطوير اللغة الإنكليزية. وبعد ذلك أنتج اللاهوتيان ويليام تينديل (1494-1534) ومايلز كوفرديل (1488-1569) ترجمات أخرى إلى اللغة الإنكليزية وزعت على نطاق واسع مع الاختراع الحديث للصحافة المطبوعة.
الفيلسوف الإيطالي مارسيليو فيسينو (1433-1499) ترجم أو أشرف على ترجمة جميع أعمال الفيلسوف اليوناني أفلاطون بطلب من الفيلسوف اليوناني جيمستوس بليثون والسياسي الإيطالي حاكم فلورنسا وراعي الفنون والتعليم كوزيمو دي ميديشي. وأدى اللقاء بين جيمستوس بليثون و كوزيمو دي ميديشي إلى تأسيس الأكاديمية الأفلاطونية في فلورنسا على غرار الأكاديمية الأفلاطونية الأصلية في أثينا.
في القرن السادس عشر
الفيلسوف الهولندي إيراسموس (1466-1536) أنتج نسخة لاتينية جديدة من العهد الجديد the New Testament من خلال جمع العديد من مخطوطات النسخة اللاتينية للانجيل Vulgate ومن خلال صقل النصوص اللاتينية لإنشاء طبعة نقدية جديدة. كما قام أيضا بمزامنة النسخة اليونانية وتوحيدها وتحديثها. كان العهد الجديد لإيراسموس مؤثراً في الإصلاح البروتستانتي والإصلاح المضاد الكاثوليكي.
عالم اللاهوت الألماني مارتن لوثر (1483-1546) قام بترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة الألمانية في سنواته الأخيرة من النصوص الأصلية بالعبرية واليونانية وليس من النسخة اللاتينية للانجيل. ومع اختراع آلة الطباعة الحديثة أصبح “إنجيل لوثر” كتاب الشعب في الكنائس والمدارس والمنازل. كما ساهمت ترجمته في تطوير اللغة الألمانية وخلق الهوية الوطنية.
العالم اليسوعي البولندي ياكوب ووجيك (1541-1597) ترجم الكتاب المقدس لأول مرة إلى اللغة البولندية. ترجم الكتاب المقدس من النسخة اللاتينية للإنجيل Vulgate مع الإشارة إلى النصوص الأصلية باللغتين العبرية واليونانية. وكان “كتاب جاكوب ووجيك المقدس” هو الكتاب المقدس البولندي الرسمي لمدة أربعة قرون وكما هو “إنجيل لوثر” في ألمانيا ساهم في تطوير اللغة البولندية وخلق هوية وطنية.
المحامي الإنكليزي توماس نورث (1535-1604) قام بترجمة كتاب “حيوات موازية” “Parallel Lives” للفيلسوف اليوناني بلوتارخ استندت ترجمته الإنكليزية على ترجمة جاك أميوت (1513-1593) الفرنسية. قدمت كلتا الترجمتين مشاهير اليونان والرومان في العصور القديمة للقراء الفرنسيين والإنكليز وكانت ترجمة توماس نورث المصدر الرئيس لمسرحيات شكسبير الرومانية “يوليوس قيصر”و”كوريولانوس”و”أنطونيو وكليوباترا”.
في القرن السابع عشر
الكاتبة الأسكتلندية آنا هيوم (1600-1650) قامت بترجمة أعمال الشاعر الفلورنسي بترارك إلى اللغة الإنكليزية بينما قامت الشاعرة الإنكليزية لوسي هاتشينسون (1620-1681) بترجمة أعمال الشاعر اللاتيني لوكريتيوس. اما الشاعر الإنكليزي جون درايدن (1631-1700) الذي أصبح اول شاعر للبلاط في إنكلترا فقد قام بترجمة العديد من أعمال الشعراء الرومان مثل هوراس وجوفينال وأوفيد لوكريتيوس وفيرجيل. قدمت هذه الترجمات الأعمال الرئيسية للمؤلفين الكلاسيكيين اللاتينيين لقراء اللغة الإنكليزية.
المستشرق الفرنسي أنطوان غالاند (1646-1715) كان أول مترجم أوروبي لألف ليلة وليلة وهي مجموعة من الحكايات الشعبية في الشرق الأوسط التي جمعت باللغة العربية خلال العصر الذهبي للإسلام. ثم تُرجمت النسخة الفرنسية إلى الإنكليزية والألمانية والإيطالية والهولندية والروسية والبولندية وقد ساهمت هذه الترجمات في نشر الحكايات الشرقية في الأدب الأوروبي وأثرت على الرومانسية الناشئة.
الشاعر الإنكليزي ألكسندر بوب (1688-1744) كان أول من ترجم “الألياذة” و”الأوذيسة” للشاعر الملحمي اليوناني هوميروس إلى اللغة الإنكليزية مستنداً على الترجمات الفرنسية للباحثة الفرنسية آن داسييه (1654-1720). قدمت هذه الترجمات قصائد هوميروس الملحمية للقراء الفرنسيين والإنكليز كما كتبت آن داسييه مقالًا عن ترجمة بوب لـ “الأوديسة” مما أكسب داسييه بعض الشهرة في إنكلترا أيضًا.
في القرن الثامن عشر
الفيلسوفة الإيطالية جوزيبا باربابيكولا (1702-1740) ترجم “مبادئ الفلسفة” للفيلسوف الفرنسي ديكارت وبينت ان ديكارت خلق فلسفة تشيد بعقل الانثى وتدافع عن حق المرأة في التعلم. وكان هدف جوزيبا باربابيكولا هو تلقين النساء للتعليم وتمكين أنفسهن وقد تضمنت ترجمتها تاريخ تعلم المرأة وتاريخ الفلسفة.
الشاعر البولندي إغناسي كراسيتسكي (1735-1801) معروف باسم لافونتين البولندي ترجم العديد من أعمال الشعراء الكلاسيكيين (بلوتارخ وأناكريون و هسيود و ثيوقريطوس) والشعراء المعاصرين له (بويلو دانتي و جيمس ماكفيرسون). وقد ساهمت ترجماته في حركة التنوير وهي حركة ثقافية وفلسفية وأدبية في جميع أنحاء أوروبا.
الكيميائية الفرنسية كلودين بيكارديت (1735-1820) ترجمت المطبوعات العلمية في عصرها في مجال الكيمياء وعلم المعادن.وكان أمراً غير معتاد عمل الكيميائيات جنباُ إلى جنب مع الرجال في ذلك الوقت. وكانت تتقن خمس لغات أجنبية (الإنكليزية والألمانية والإيطالية واللاتينية والسويدية)، وهو أمر غير معتاد أيضاً.ساهمت ترجماتها في المعرفة العلمية التي تم جمعها خلال الثورة الكيميائية، وهي حركة قادها الكيميائي الفرنسي أنطوان لافوازييه.
الشاعر الألماني يوهان هاينريش فوس (1751-1826) ترجم مسرحيات شكسبير في 9 مجلدات بمساعدة ولديه هاينريش وأبراهام. قام زعيم رومانسية يينا Jena Romanticism (المرحلة الأولى من الرومانسية في الأدب الألماني) أوغست شليغل (1767-1845) بترجمة المانية أخرى حولت مسرحيات شكسبير إلى كلاسيكيات ألمانية. وترجم عالم اللغويات كارل أوغست هاجبرج (1810-1864) مسرحيات شكسبير إلى السويدية وكان متحمساً للأدب الإنكليزي والفرنسي في وقت كانت فيه التأثيرات الألمانية تهيمن على الجامعات السويدية.
الكاتبة الإنكليزية سارة أوستن (1793-1867) والكاتبة الفرنسية لويز سوانتون بيلوك (1796-1881) التي ترجمت الى الفرنسية رواية «كوخ العم توم» للكاتبة الأميركية هارييت بيتشر ستو، وهي رواية تصف الظروف المعيشية القاسية للأميركيين الأفارقة المستعبدين. والكاتبة الألمانية تريز ألبرتين لويز روبنسون (1797-1870) والكاتبة الإنكليزية ماري هويت (1799-1888) التي ترجمت بعض روايات الكاتبة النسوية السويدية فريدريكا بريمر.
في القرن التاسع عشر
الكاتب المصري رفاعة الطهطاوي (1801-1873) ترجم أو أشرف على ترجمة 2000 عمل أوروبي إلى العربية، من بينها كتب عسكرية وجغرافية وتاريخية. قدمت هذه الترجمات – وأعماله الخاصة – أفكار التنوير مثل السلطة العلمانية والحقوق والحرية السياسية والمصلحة العامة والصالح العام ومبادئ المجتمع المتحضر الحديث وساهمت هذه الترجمات في التعبئة الشعبية الناشئة ضد الاستعمار البريطاني في مصر.
الشاعر الأمريكي هنري وادزورث لونجفيلو (1807-1882) بعد سفره إلى أوروبا (فرنسا، إسبانيا، البرتغال، إيطاليا، ألمانيا، إنكلترا). أثناء تعلم اللغات على طول الطريق حرر كتاب “الشعراء والشعر في أوروبا”، وهو عبارة عن مجموعة مؤلفة من 800 صفحة للشعراء المترجمين. كما ترجم أعمالاً شعرية منها “الكوميديا الإلهية” للشاعر الإيطالي دانتي. أسست جامعة هارفارد معهد لونجفيلو تكريماً لدور لونجفيلو الرئيسي كمترجم ومحرر ولدعم دراسة الكتابات باللغات الأخرى غير الإنكليزية في الولايات المتحدة.
الناشطة الإنكليزية الراديكالية إليزابيث آشورست (1813-1850) والكاتبة الإنكليزية النسوية ماتيلدا هايز (1820-1897) هما اول من ترجم أعمال الروائية الفرنسية جورج صاند. كان أسلوب حياتها الحر والاستقلالي الذي تميزت به وعاشته جورج صاند لا يزال غير عادي إلى حد كبير في ذلك الحين فضلا عن القضايا السياسية والاجتماعية التي تناولتها كتبها. وعلى خطى ساند، كانت ماتيلدا هايز حريصة على تحسين حالة المرأة من خلال كتاباتها الخاصة.
الشاعر الفرنسي تشارلز بودلير (1821-1867) ترجم أشعار وقصص الكاتب الأمريكي إدغار آلان بو وادعى أن حكايات بو كانت موجودة منذ فترة طويلة في مخيلته ولكنها لم تتشكل أبداً! وكان لدى تشارلز بودلير الكثير من القواسم المشتركة مع بو الذي توفي عام 1849 عن عمر يناهز 40 عاماً. حيث كان كلاهما يعاني من الكآبة والاكتئاب والمرض والفقر. ورأى بودلير في بو سلفاً له، وكان يعتبر نفسه نظيره الفرنسي.
العالمة الفرنسية كليمنس روير (1830-1902) علمت نفسها بنفسها، وقامت بترجمة كتاب عالم الطبيعة الإنكليزي تشارلز داروين “أصل الأنواع”، وقدمت مفهوم داروين للتكيف التطوري من خلال الانتقاء الطبيعي إلى الجمهور الفرنسي. وعلى الرغم من انتقادات داروين لمترجمته بسبب افتقارها إلى المعرفة بالتاريخ الطبيعي وعدم الدقة في مقدمتها وحواشيها، حظيت الترجمة الفرنسية بشعبية كبيرة وصدرت منها أربع طبعات.
الكاتبة الامريكية ماري لويز بوث (1831-1889) في بداية الحرب الأهلية الأمريكية قامت بوث بترجمة كتاب “انتفاضة شعب عظيم” للكاتب الفرنسي المناهض للعبودية أجينور دي جاسبارين (وكان حينها صدر للتو في فرنسا). وعملت على ترجمته في وقت قصير جدا وذلك بالعمل عشرين ساعة يومياً لمدة أسبوع. نُشرت الطبعة الأمريكية في أسبوعين وبعد ان قامت بترجمة كتب أخرى للفرنسيين المناهضين للعبودية، نالت بوث الثناء والتشجيع من الرئيس الأمريكي أبراهام لنكولن نفسه. وصرح السيناتور تشارلز سومنر أن ترجمة بوث كانت ذات قيمة أكبر للقضية “من سلاح الفرسان النوميدي إلى هينبعل”.
الكاتب الصيني يان فو (1854-1921) اكتشف أعمال المفكرين الأوروبيين (مونتسكيو وآدم سميث وتشارلز داروين وهربرت سبنسرو جون ستيوارت ميل) بعد إرساله إلى إنكلترا كطالب لدراسة الملاحة. وقد بدأ في ترجمة أعمالهم خلال فترة تدريبه واستمر في هذه الترجمات طوال حياته لتقديم الأفكار الغربية إلى الصين وانضم إلى حركة الإصلاح الصينية التي دعت إلى مجتمع قائم على النموذج الغربي لكن سرعان ما أصيب بخيبة أمل بسبب سلوك الدول الغربية خلال الحرب العالمية الأولى.
الناشطة الاشتراكية إليانور ماركس (1855-1898) ابنة الفيلسوف كارل ماركس ترجمت إلى الإنكليزية بعض أجزاء من كتاب والدها كارل ماركس “رأس المال”، وهو النص التأسيسي للماركسية، وقامت بتحرير الترجمات الإنكليزية لمحاضرات ماركس لنشرها في كتب. ثم ترجمت كتاب الاشتراكي الثوري الفرنسي بروسبر أوليفييه ليساجاراي “تاريخ كومونة باريس عام 1871”. وترجمت أعمالاً أدبية مثل رواية «مدام بوفاري» للكاتب الفرنسي غوستاف فلوبير ومسرحيات الكاتب النرويجي هنريك إبسن.
في القرن العشرين
الشاعر البولندي تاديوش بوي-سيلينسكي (1874-1941) ترجم أكثر من 100 من الكلاسيكيات الأدبية الفرنسية بما فيها أعمال الشاعر فرانسوا فيلون والكاتبين فرانسوا رابليه ولاروشفوكو، والفلاسفة مونتين ومونتسكيو، والروائيين ستندال وبلزاك وبروست والكتاب المسرحيين موليير وراسين وماريفو وبومارشيه والفلاسفة فولتير وديكارت وباسكال. قُتل تاديوش بوي-سيلينسكي في يوليو 1941 أثناء الاحتلال النازي لبولندا مع 24 أستاذاً بولندياً آخر، في ما أصبح يُعرف باسم مذبحة أساتذة لفيف (لفيف الآن في أوكرانيا).
الكاتبة النسوية الإسبانية زينوبيا كامبروبي (1887-1956) كانت أول من ترجم أعمال الكاتب البنغالي رابندراناث طاغور إلى الإسبانية حيث ترجمت على مر السنين 22 عملاً لطاغور (مجموعات قصائد، قصص قصيرة، مسرحيات). متزوجة من الشاعر الإسباني خوان رامون خيمينيث وكانت رائدة في الحركة النسوية لترويجها النشط للمرأة في المجتمع في جميع الأماكن التي عاشت فيها (إسبانيا، كوبا، الولايات المتحدة، بورتوريكو).
المحلل النفسي الإنجليزي جيمس ستراشي (1887-1967) ترجم مع زوجته أليكس ستراشي (1892-1973) جميع أعمال سيغموند فرويد بعد انتقاله إلى فيينا بالنمسا. نشرت مطبعة هوغارث في لندن الترجمة المكونة من 24 مجلداً تحت عنوان “الطبعة القياسية للأعمال النفسية الكاملة لسيغموند فرويد” The Standard Edition of the Complete Psychological Works of Sigmund Freud مع مقدمات لأعمال فرويد المختلفة وحواشي ببليوغرافية وتاريخية واسعة وبذلك أصبحت هذه الترجمة النسخة المرجعية لأعمال فرويد باللغة الإنكليزية بالإضافة إلى كونها عملاً مرجعياً للترجمات إلى لغات أخرى.
الكاتب الروسي بوريس باسترناك (1890-1960) ترجم أعمال الشعراء الألمان غوته وريلكه وشيلروالشاعر الفرنسي فيرلين والكاتب المسرحي الإسباني كالديرون دي لا باركا وشكسبير. كانت ترجماته لمسرحيات شكسبير أكثر شعبية لدى الجمهور الروسي من ترجمات الكتاب الروس ميخائيل لوزينسكي (1886-1955) وصامويل مارشاك (1887-1964) كون حواراتها كانت بلغة دارجة وحديثة.
الكاتب الارجنتيني خورخي لويس بورخيس (1899-1986) ترجم إلى الإسبانية -أثناء تحويله transforming بمهارة -أعمال الكتابين الإنكليزيين روديارد كيبلينج وفيرجينيا وولف والكتاب الأمريكيين ويليام فولكنر إدغار آلان بو ووالت ويتمان والكتابين باللغة الألمانية هيرمان هيسه وفرانز كافكا والكاتب الفرنسي أندريه جيد وآخرين كما كتب وألقى محاضرات مكثفة في فن الترجمة.
المترجمة والناقدة الأدبية السوفيتية نورا جال (1991-1921) درست في معهد لينين التربوي، وكتبت أطروحة عن الشاعر الفرنسي آرثر رامبو. نشرت مقالات عن الكاتبين الفرنسيين غي دي موباسان وألفريد دي موسيه، والشاعر الإنكليزي اللورد بايرون. تزوجت من الناقد الأدبي بوريس كوزمين وحررت أعماله المختارة. وبعد الحرب العالمية الثانية قامت بترجمة أعمال الكاتبين الفرنسيين جول رينارد وألكسندر دوماس والكاتب الإنكليزي إتش جي ويلز. وفي الخمسينيات قامت بترجمة رواية الكاتب الفرنسي أنطوان دو سانت إكزوبيري «الأمير الصغير» وبعض روايات الكاتب الأمريكي جي دي سالينجر ورواية الكاتبة الأمريكية نيل هاربر لي «ان تقتل طائراً بريئاً». كما قامت بترجمة رواية “الغريب” لألبير كامو ورواية “موت بطل” للكاتب الإنكليزي ريتشارد ألدينغتون وبعض أعمال الكاتبين الأمريكيين توماس وولف وكاثرين آن بورتر.
الكاتبة والباحثة الامريكية شارلوت برونر (1917-1999) ترجمت أعمال الكاتبات الفرنسيات الأفريقيات للوصول إلى جمهور أوسع. أمضت مع زوجها ديفيد كينكيد عاماً في إفريقيا لإجراء مقابلات مع هؤلاء الكاتبات وبثت هذه المقابلات بعد عودتها إلى الولايات المتحدة. وكانت شارلوت برونر رائدة في مجال الدراسات الأفريقية والأدب العالمي في حين كانت الجامعات الأمريكية تدرس الأدب الأوروبي بشكل رئيسي.
الكاتبة الإيرانية سيمين دانشوار (1921-2012) والفيلسوف الإيراني جلال آل أحمد (1923-1969) ترجما العديد من الأعمال الأدبية إلى اللغة الفارسية. قامت سيمين دانيشفار بترجمة أعمال الكاتبين الروسيين أنطون تشيخوف ومكسيم غوركي والكاتب الأمريكي ناثانيال هوثورن والكاتب النمساوي آرثر شنيتزلر والكاتب الأرمني الأمريكي ويليام سارويان والكاتب الجنوب أفريقي آلان باتون. كما قام جلال آل أحمد بترجمة أعمال الروائي الروسي فيودور دوستويفسكي والكتاب الفرنسيين ألبير كامو وجان بول سارتر وأندريه جيد ويوجين يونسكو.