–
أفكارُنا أشبه بمسرح شخصي، تارةً نراها تفاجئنا لحد الدهشة فتحفزنا وتدفعنا للحركة وتارةً أخرى قد تقودنا للبكاء!
وحسب بعض التقديرات المبنية على تحولات حالة الدماغ في بيانات التصوير العصبي، من المُمكن أن تراود أذهاننا آلاف من الأفكار خلال اليوم الواحد وبالتأكيد هناك مفترق طرق فيما إذا كان الشخص يُعاني من حالات تزيد من هذا المعدل كحالات الهوس واضطراب نقص الحركة وفرط النشاط (ADHD) والقلق أو ما هو العكس من ذلك كما في حالات الإكتئاب والخرف.
كما وأثبتت العديد من الدراسات، أن الأفكار لها القابلية على تحفيز المشاعر، كما وتؤثر المشاعر أيضاً في ما يُعرض في مسرحنا العقلي من أفكار مختلفة، فمنها التلقائية -والتي في الغالب تظهر عندما يكون الوسط مستقراً- وغير التلقائية -تلك التي من الممكن أن تكون سبباً في وقوع الأحلام- ونتيجة لما نتعرض له من محفزات المحيط المختلفة كالخوف والقلق أو السعادة أو الإحباط، والتي بدورها تُثير شبكات الخلايا العصبية الموجودة في المادة الرمادية للدماغ- تتقوى ترابطاتها بكثرة التجارب- والتي تُغذيها مجموعة من النواقل العصبية كالأدرينالين والسيروتونين الموجودة في جذع الدماغ والناتجة من تحفيز مركز اللوزة لها Amygdala hup، حيثُ تعمل هذه الأنظمة على زيادة مستوى النشاط العصبي وتعمل على توجيهه نحو الموضوع الذي يتوافق مع العاطفة.
فعند الشعور بالسعادة مثلاً حتى الغبطة -وهو شعور بالسعادة الغامرة بشكل يفوق مسبباته- نرى تولُّد الشغف لأفكار تلقائية إيجابية تختلف تماماً عند الشعور بالخوف أو القلق أو الإحباط.
نستنتج من ذلك، إن الأفكار التلقائية هي في جوهرها أفكار محفَّزة إلى حد كبير ففي كل دقيقة تدفع المشاعر إنتباهنا وصوتنا الداخلي و مسرحنا العقلي في إتجاه معين، كما وقد يُحسن التحكم في مستويات التوتر والعواطف والتجارب اليومية جودةَ هذه الأفكار التلقائية ويزيد الرضا عنها.
–